بأوثق العرى و أمتن الحبال ما اشير إليها
في سورة البقرة بقوله:
فَمَنْ
يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ
الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها و في سورة آل عمران بقوله: وَ
اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا.
و قد فسّر
العروة في الظاهر بالايمان و الحبل به و بالقرآن، و قد فسّرا في الباطن بالولاية،
روى في البحار من كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات قال:
ذكر صاحب نهج
الايمان في تأويل قوله:
فَقَدِ
اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى^ روى أبو عبد اللّه الحسين بن جبير في
كتاب نخب المناقب لآل أبي طالب حديثا مسندا إلى الرّضا 7 قال: قال رسول
اللّه 6: من أحبّ أن يستمسك بالعروة الوثقى فليستمسك بحبِّ
عليِّ بن أبي طالب 7، و روى أيضا في الكتاب المذكور مسندا عن أبان بن
تغلب عن جعفر بن محمّد 8 قال: نحن حبل اللّه الذي قال اللّه تعالى:
وَ
اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا.
و الأخبار في
هذا المعنى متظافرة.
و التاسع عشر
أنّه لما استمسك بالعروة الوثقى و الحبل الأمتن فترقّى بذلك إلى أعلى مدارج العلم
و العرفان (ف) كان (هو من اليقين على مثل ضوء الشمس) يعني أنّه
رأى بعين اليقين الحقائق و شاهد دقايق الملك و الملكوت لا يختلجه في ذلك شكّ و وهم
كما يرى بصره نور الشمس في الوضوح و الجلا.
و العشرون
أنه لكمال ذاته (قد نصب نفسه) و عيّنها (ل) أجل ابتغاء
مرضات (اللَّه سبحانه في أرفع الأمور من إصدار كل وارد عليه و تصيير كلّ
فرع إلى أصله) أراد 7 أنه لما كمل ذاته نصب نفسه لأرفع الأمور من هداية
الخلق و ارشادهم إلى