responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 6  صفحه : 10

من الجنّة و النّاس كما يقال نعوذ باللّه من شرّ كلّ مارد من الجنّ و الانس، و على هذا فيكون وسواس الجنّة هو وسواس الشّيطان، و وسواس الانس إغواء من يغويه من النّاس، فشيطان الجنّ يوسوس و شيطان الانس يأتي علانية و يرى أنه ينصح و قصده الشرّ و يموّه و يلقى في سمعه زخرف القول الذي يستحسن ظاهره و يقبح باطنه.

(فأضل و أردى و وعد فمنى) أى أضلّ بنفوذه في الصدور و وسوسته في القلوب عن طريق الهداية و أوقع في أودية الهلاكة أعني هلاكة الآخرة الموجبة لاستحقاق النار و لغضب الجبار و وعدهم بالمواعيد الكاذبة و منّا هم الأمانى الباطلة كما قال سبحانه:

وَ مَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً يَعِدُهُمْ وَ يُمَنِّيهِمْ وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ لا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً.

أي يمنّيهم الأهواء الباطلة و يلقيها في قلب الانسان فيمنّيه طول البقاء و أنّه ينال من الدّنيا مقصوده و يستولى على أعدائه و يوقع في نفسه أنّ الدّنيا دول فربّما تيسّرت لي كما تيسّرت لغيري، و يشوّش بذلك فكره في استخراج الحيل الدّقيقة و الوسائل اللّطيفة في تحصيل مطالبه الشّهويّة و الغضبيّة، فيصدّه عن الطاعة و يوقعه في المعصية و تسويف التّوبة.

و هذه الأماني إنّما تنشأ من الثّقة بقوله و الوثوق بوعده، و وعده تارة يكون بالقاء الخواطر الفاسدة و اخرى بألسنة أوليائه من شياطين الانس، فربّما يعد بالمغفرة مع الكبيرة كما قال تعالى: يأخذون عرض هذا الأدنى و يقولون سيغفر لنا، و ربّما يعد أنّه لا قيامة و لا حساب و لا ثواب و لا عقاب و يقول للإنسان اجتهد في استيفاء اللّذات العاجلة و اغتنم الحياة الزّائلة.

(و زيّن سيئات الجرائم و هوّن موبقات العظائم) أي زيّن في نظر الانسان‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 6  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست