قال في مجمع البيان: أى جئتمونا وحدانا
لا مال لكم و لا خول و لا ولد و لا حشم و قيل واحدا واحدا عليحده و قيل كلّ واحد
منكم منفردا من شريكه في الغيّ و شفيقه كما خلقناكم أوّل مرّة أى خلقناكم في بطون
امّهاتكم لا ناصر لكم و لا معين و قيل معناه ما روي عن النبيّ 6 أنّه قال: تحشرون حفاتا عراتا عزلا، و العزل هم الغلف.
و روى إنّ
عايشة قالت لرسول اللّه 6 حين سمعت ذلك: و اسوأتاه
ينظر بعضهم إلى سوءة بعض من الرّجال و النّساء قال: 6: لكلّ
امرء منهم يومئذ شأن يغنيه و يشغل بعضهم عن بعض.
و تركتم ما
خوّلناكم وراء ظهوركم، معناه تركتم ما ملّكناكم في الدّنيا ممّا كنتم تتباهون به
من الأموال خلف ظهوركم، و المراد تركتم الأموال في الدّنيا و حملتم من الذّنوب الأحمال
و استمتع غيركم بما خلفتم و حوسبتم عليه فيا لها حسرة (و مدينون جزاء) أى مجزيّون
بأعمالهم جزاء إن خيرا فخيرا و إن شرّا فشرّا.
(و مميزون
حسابا) أى في حساب يعني بتميّز المؤمن من المجرم و التقيّ من الشّقيّ و
الجيّد من الرّديّ في يوم الحساب و مقام المحاسبة كما قال سبحانه:
وَ
امْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ.
أي اعتزلوا
من أهل الجنّة و كونوا فرقة على حدة.
نقل أنّه إذا
جمع اللّه الخلق يوم القيامة بقوا قياما على أقدامهم حتّى يلجمهم العرق فينادون يا
ربّنا حاسبنا و لو إلى النار فيبعث اللّه رياحا فتضرب بينهم و ينادى مناد: و
امتازوا اليوم أيّها المجرمون، فتميّز بينهم فصار المجرمون إلى النار و من كان فى
قلبه ايمان صار إلى الجنّة.