و هو الحادى
و الثمانون من المختار فى باب الخطب ما أصف من دار أوّلها عناء، و آخرها فناء،
في حلالها حساب، و في حرامها عقاب، من استغنى فيها فتن و من افتقر فيها حزن، و من
ساعاها فاتته، و من قعد عنها و اتته، و من أبصر بها بصّرته، و من أبصر إليها
أعمته.
قال السّيد:
أقول: و إذا تأمّل المتأمل قوله 7: من أبصر بها بصّرته، وجد تحته من
المعنى العجيب و الغرض البعيد ما لا يبلغ غايته و لا يدرك غوره، و لا سيّما اذا
قرن إليه قوله: و من أبصر إليها أعمته، فانّه يجد الفرق بين أبصر بها و أبصر اليها
واضحا نيّرا و عجيبا باهرا.
اللغة
(العناء)
بالمدّ التّعب و المشقة و (فتن) بالبناء على المجهول من الفتنة بمعنى الضلالة و
(حزن) بالبناء على المعلوم من باب فرح (و اتته) من المواتاة قال الطريحى:
و هو حسن
المطاوعة و الموافقة و أصله الهمزة خفف و كثر حتى يقال بالواو الخالصة و منه
الحديث: خير النساء المواتية لزوجها، و في المصباح اتيته على الأمر وافقته و في
لغة لأهل اليمن تبدل الهمزة واوا فيقال و اتيته على الأمر مواتاة و هي المشهورة
على ألسنة الناس و (الغور) بالفتح من كلّ شيء قعره.