أمّا بعد يا أهل العراق فإنّما أنتم
كالمرأة الحامل حملت فلمّا أتمّت أملصت و مات قيّمها، و طال تأيّمها، و ورثها
أبعدها، أما و اللّه ما أتيتكم اختيارا، و لكن جئت إليكم سوقا، و لقد بلغني أنّكم
تقولون عليّ يكذب، قاتلكم اللّه، فعلى من أكذب؟ أعلى اللّه؟ فأنا أوّل من آمن به،
أم على نبيّه؟ فأنا أوّل من صدّقه، كلّا و اللّه، و لكنّها لهجة غبتم عنها، و لم
تكونوا من أهلها، ويل أمّه كيلا بغير ثمن لو كان له وعاء،
وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ.
اللغة
(املصت)
الحامل ألقت ولدها ميّتا و المملاص معتادته و (قيّم) المرأة زوجها لأنه يقوم
بأمرها و (تايّم) المرأة خلوّها من الزّوج، و الأيم في الأصل التي لا زوج لها قال
سبحانه:
وَ
أَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ.
و (السّوق)
الاضطرار و في بعض النّسخ و لا جئت اليكم شوقا بالشّين المعجمة و كنايه (اللّهجة)
بسكون الهاء و فتحها اللسان و يكنّى بها عن الكلام.
قال الفيروز
آبادى: (الويل) حلول الشّر و بهاء الفضيحة، أو هو تفجيع يقال:
ويله و ويلك
و ويلي و في النّدبة يقال ويلاه، و ويل كلمة عذاب و واد في جهنّم أو بئر أو باب
لها و رجل ويلمة بكسر اللّام و ضمّها واه و يقال للمستجار ويلمّه أى ويل لامّه
كقولهم لا أب له، فركبوه و جعلوه كالشّيء الواحد ثمّ ألحقوه الهاء مبالغة كداهية.
الاعراب
قال الجوهري:
تقول ويل لزيد و ويلا لزيد، فالنّصب على اضمار الفعل و الرفع