يكون[1]
في غاية الشدّة نظير قوله 7 في موضع آخر: انفراج المرأة عن قبلها.
الثّامن أنّ
الرّاس الرّجل العزيز، لأنّ الاعزّاء لا يبالون بمفارقة أحد، و على أىّ تقدير
فالمقصود شدّة تفرّقهم عنه 7 (و اللّه انّ امرء يمكّن عدوّه من
نفسه) حال كونه (يعرق لحمه) و يأكله (و يهشّم عظمه) و يكسّره (و يفرى
جلده) و يقطعه أى يسلّط عدوه عليه بالنّهب و الاسر و الاستيصال (لعظيم
عجزه) و (ضعيف ما) يعنى قلبه الذي (ضمّت عليه جوانح
صدره) ثمّ خاطبهم بخطاب مجمل من غير تعيين للمخاطب تقريعا و تنفيرا لهم
عمّا يلزمهم من الأحوال الرّدية بتمكينهم العدوّ من أنفسهم فقال: (أنت فكن
ذاك ان شئت) أى أنت أيّها الممكّن من نفسه و المسّلط له عليه كن ذاك المرء
الموصوف بالعجز و الجبن و الضّعف.
و يأتي في
رواية الأمالى و كتاب الغارات أنّ المخاطب بذلك هو الأشعث و لا باس بأن يكون
الخطاب له و المقصود عمومه لكلّ من أمكن العد و تنفيرا و توبيخا و تبكيتا (فامّا
أنا فو اللّه) لا اتحمّل ذلك التّخاذل و لا احتمل أن امكّن عدوّي من نفسي و اسلّطه
علىّ يفعل ما يشاء و يريد و (دون ان اعطى ذلك ضرب ب) السّيوف
(المشرفيّة) الذى (تطير منه فراش الهام و تطيح) به (السّواعد
و الأقدام و يفعل اللّه بعد ذلك) الجهاد و المناجزة (ما يشاء) من جعل
الغلبة لى أو للعدوّ على ما يقتضيه الحكمة البالغة و المصلحة الكاملة.
(أيّها
النّاس إنّ لي عليكم حقا) يجب عليكم القيام به (و لكم علىّ حقّ) مثله (فأمّا
حقّكم) الذى (علىّ ف) أمور أربعة.
الأوّل (النّصيحة
لكم) في السّر و العلانية و حثكم على محاسن الاخلاق و مكارم الآداب و
ترغيبكم على ما فيه حسن الثواب في المعاش و المآب (و) الثاني (توفير
فيئكم عليكم) و تفريقه فيكم بالقسط و العدل من دون حيف فيه و ميل (و)
[1] قال الشاعر: كان سبيئة من بيت رأس * يكون مزاجها عسل و ماء، منه\E