طلب العلم و سؤال العلماء لعدم معرفتهم
فضل العلم و عدم رغبتهم في العمل و لذلك قال الصادق 7 لحمران بن أعين
في شيء سأله إنّما هلك النّاس لأنّهم لا يسألون رواه في الكافي.
و فيه أيضا
عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه 7 قال: قال رسول اللّه 6: افّ لرجل لا يفرغ نفسه
في كلّ جمعة لأمر دينه فيتعاهده و يسأل عن دينه.
و عن الحسين
بن محمّد عن عليّ بن محمّد بن سعد رفعه عن أبى حمزة عن عليّ ابن الحسين 8 قال: لو يعلم النّاس ما في طلب العلم لطلبوه و لو بسفك المهج و خوض اللّجج
إنّ اللّه تعالى أوحى إلى دانيال انّ أمقت عبيدى إلىّ الجاهل المستخفّ بحقّ أهل
العلم التّارك للاقتداء بهم، و انّ أحبّ عبيدي إلىّ التّقىّ الطالب للثواب الجزيل
اللّازم للعلماء التّابع للحكماء القايل عن الحكماء.
(و) الخامس
انّه (لا نتخوف قارعة) و داهية (حتّى تحلّ بنا) و هو توبيخ
للغافلين و المشغولين بلذايذ الدّنيا الحاضرة الغير الملتفتين إلى البليات و
الدّواهي النّازلة.
ثمّ إنّه
7 بعد شكايته من زمانه قسّم أهل الزّمان إلى أقسام خمسة، و وجه القسمة
أنّ النّاس إمّا مريدون للآخرة و هم الذين أفردهم بالذّكر في مقابل الأقسام
الاربعة و أشار إليهم بقوله و بقى رجال غضّ أبصارهم (إلخ) و إمّا مريدون للدنيا و
هؤلاء إمّا قادرون عليها بالسّلطنة و الاستيلاء، و إمّا عاجزون عنها، و هؤلاء إمّا
غير محتالين للدّنيا، أو محتالون لها، و المحتالون إمّا مقصودهم من الاحتيال هو
خصوص ملك الدّنيا و مالها، أو الأعمّ من ذلك فهذه أقسام خمسة أربعة منهم أهل
الدّنيا و واحد أهل الآخرة.
و أشار إلى
الأوّلين بقوله (فالنّاس على أربعة أصناف) الأول (منهم) العاجز عن
الدّنيا غير المحتال لها و هو (من لا يمنعه) من العلوّ و (الفساد
في الأرض إلّا مهانة نفسه) و حقارتها (و كلالة حدّ) سيف (ه) و وقوعه عن
القطع و عدم الحقيقة