responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 405

النّصح أن يقدّم توبته على أجله و لا ينخدع بطول أمله و يستغفر ربّه فيما فات و يقصر عن شهوته فيما هو آت‌ (فانّ أجله مستور عنه، و أمله خادع له، و الشّيطان موكل به يزين له المعصية ليركبها، و يمنّيه التّوبة ليسوفها، حتّى تهجم منيته عليه أغفل ما يكون عليها) و هذه كلّها علل لوجوب تقديم التوبة و تحذير عن هجوم الموت في حالة الغفلة بيان ذلك أنّ ستر الأجل و اختفائه عن الانسان موجب لغفلته عن ذكره و طول الأمل خادع له يخدعه بطول الحياة كما قيل:

أعلّل النّفس بالآمال أرقيها

ما أضيق الدّهر لو لا فسحة الأمل‌

فاذا انضاف إلى ذلك خداع الشّيطان و وسوسته و تزيين المعصية في نظره و تسويفه للتّوبة و القائها في امنيّة مع كونه موكلا به ملازما له، كانت الغفلة أشدّ و النّسيان آكد، فيهجم منيته عليه في نهاية غفلة من دون تمكّن من توبته و لا تدارك منه لمعصيته، فعند ذلك ينتبه من نوم الغفلة و الجهالة، و يقع في كمال الخيبة و النّدامة، و هو عند ذلك يقول:

رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى‌ يَوْمِ يُبْعَثُونَ‌.

(فيا لها حسرة على كلّ ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجّة) أى شاهدا بلسان حاله على ما اكتسب فيه من الاثم و المعصية (و أن يؤدّيه أيّامه) التي أمهله اللّه فيها لتحصيل السّعادة (إلى شقوة) ثمّ دعا 7 لنفسه و للمخاطبين بقوله: (نسأل اللّه سبحانه أن يجعلنا و ايّاكم ممّن لا تبطره نعمة) أى من الذين لا يوجب كثرة النعم له البطر و الطغيان كما أنّ ذلك من جبلة الانسان قال سبحانه:

إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى‌ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى‌.

(و لا تقصر به عن طاعة ربه غاية) أى لا تكون مقصرا في الطاعات لغرض من الأغراض‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست