ثمّ قال: و قال ابن أبي الحديد: و روى
الواقدي أنّ عليّا استنفر بني تميم أيّاما لينهض منهم إلى البصرة من يكفيه أمر ابن
الحضرمي و يردّ عاوية بني تميم الذين أجاروه بها، فلم يجبه أحد فخطبهم و قال:
أليس من
العجب أن ينصرني الأزد و يخذلني مضر، و أعجب من ذلك تقاعد بني تميم الكوفة بي و
خلاف بني تميم البصرة و أن أستنجد بطائفة منهم ما يشخص إلى أحد منها فيدعوهم إلى
الرّشاد فان أجابت و إلّا فالمنابذة و الحرب، فكأني اخاطب صمّا بكما لا يفقهون
حوراء و لا يجيبون نداء، كلّ ذلك حبّا عن النّاس و حبّا للحياة، لقد كنّا مع رسول
اللّه نقتل آبائنا إلى آخر ما مرّ في المتن قال: فقام إليه أعين بن صبيعة المجاشعي
فقال: أنا إنشاء اللّه أكفيك يا أمير المؤمنين هذا الخطب و أتكفّل لك بقتل ابن
الحضرمي و إخراجه عن البصرة، فأمره بالتّهيؤ للشخوص فشخص حتّى قدم البصرة قال: قال
الثّقفي في كتاب الغارات: فلمّا قدمها دخل على زياد و هو بالأزد مقيم فرحّب به و
أجلسه إلى جانبه فأخبره بما قال له عليّ و أنّه ليكلّمه إذ جاءه كتاب من عليّ فيه:
من عبد اللّه
أمير المؤمنين عليّ إلى زياد بن عبيد، سلام عليك أمّا بعد فانّي قد بعثت أعين بن
صبيعة ليفرّق قومه عن ابن الحضرمي فارقب ما يكون منه فان فعل و بلغ من ذلك ما يظنّ
به و كان في ذلك تفريق تلك الأوباش فهو ما نحبّ، و إن ترامت الامور بالقوم إلى
الشّقاق و العصيان فانبذ من أطاعك إلى من عصاك فجاهدهم، فان ظفرت فهو ما ظننت، و
الّا فطاولهم و ما طلهم فكان كتائب المسلمين قد أظلت عليك، فقتل اللّه الظالمين
المفسدين، و نصر المؤمنين المحقّين و السّلام فلمّا قرأه زياد أقرئه أعين بن صبيعة
فقال له: إنّي لأرجو أن يكفى هذا الأمر إنشاء اللّه، ثمّ خرج من عنده فأتى رحله
فجمع إليه رجالا من قومه فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال:
يا قوم على
ما ذا تقتلون أنفسكم و تهريقون دمائكم على الباطل مع السّفهاء