و هو الرابع
و الخمسون من المختار فى باب الخطب و قد استبطأ اصحابه اذنه لهم في القتال
بصفين أمّا قولكم أكلّ ذلك كراهية الموت فو اللّه ما أبالي أدخلت إلى الموت أو خرج
الموت إليّ، و أمّا قولكم شكاّ في أهل الشّام فو اللّه ما دفعت الحرب يوما إلّا و
أنا أطمع أن تلحق بي طايفة فتهتدي بي و تعشو إلى ضوئي و ذلك أحبّ إلىّ من أن
أقتلها على ضلالها و أن كانت تبوء بآثامها.
اللغة
(عشى) إلى
نار و إليها يعشو عشوا رآها ليلا من بعيد ببصر ضعيف فقصدها، و يقال لكلّ قاصد عاش،
قال الشّاعر:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره
تجد خير نار عندها خير موقد
و (باء)
باثمه رجع به قال سبحانه:
إِنِّي
أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ اى ترجع إلى ربّك
متلبّسا باثمي و اثمك
الاعراب
كلّ ذلك في
بعض النّسخ بالنّصب فيكون مفعولا لفعل محذوف، و كراهيّة منصوب على المفعول لاجله
اى تفعل كلّ ذلك لأجل كراهيّة الموت، و في أكثر النّسخ كلّ مرفوع فيكون مبتدأ
محذوف الخبر تقديره أكلّ هذا مفعول او تفعله كراهية للموت، و جوز في الكراهية
الرّفع أيضا على قراءة كلّ بالرّفع على أنّه خبر منه و شكّا منصوب على أنّه مفعول
له أيضا و عامله محذوف أى إنّي اسامح في القتال للشّكّ، او منصوب على المصدريّة أى
أشكّ شكّا