responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 303

إمّا الكفّ عن الحرب و الاذعان بالعجز و الاستقرار على الذّلة المستلزم لتأخير المنزلة و انحطاط الدّرجة عن رتبة أهل الشّرف و الشّجاعة، و إمّا الاستعداد للقتال و تروية السّيوف من الدّماء المستلزم للتّروية من الماء.

و في هذا الكلام من الحسن و اللّطف ما لا يخفى إذ من المعلوم أنّ الاقرار بالعجز و الثبات على الذّلة مكروه بالطبع، و التّروّي من الماء للعطاش محبوب بالطبع و العاقل لا يختار للمكروه على المحبوب قطعا بل يرجّحه عليه و يتوصّل إليه و لو بتروية سيفه من الدّماء فيكون القتال محبوبا عنده أيضا مع كونه مكروها بالطبع من أجل ايصاله إلى المطلوب.

و لمّا أشار 7 الى كون التّواني في الجهاد موجبا للذّلّ و انحطاط الرّتبة فرّع على ذلك قوله المقابلة- السّجع المطرف- السّجع المتوازي‌ (فالموت في حياتكم مقهورين و الحياة في موتكم قاهرين) تنبيها على أنّ الحياة مع الذّلة موت في الحقيقة و الموت مع العزّة حياة كما قال الشّاعر:

و من فاته نيل العلى بعلومه‌

و أقلامه فليبغها بحسامه‌

فموت الفتى في العزّ مثل حياته‌

و عيشته في الذّلّ مثل حمامه‌

و ذلك لأنّ الحياة في حالة المقهورية و مع الذّلة و سقوط المنزلة أشدّ مقاساة من موت البدن عند العاقل بكثير، بل موتات متعاقبة عند ذي اللب البصير، كما أنّ الموت في حالة القاهريّة و مع العزّة موجب للذّكر الباقي الجميل في الدّنيا و للأجر الجزيل في العقبى، فهو في الحقيقة حياة لا تنقطع و لا تفنى كما قال تعالى:

وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ‌ هذا و لا يخفى ما في هاتين الفقرتين من حسن المقابلة كما في ما قبلهما من السّجع المطرف، و فيما قبلهما من السّجع المتوازي.

ثمّ أنّه بعد حثّ أصحابه على الجهاد أشار إلى ما عليه معاوية و أصحابه من الغوى‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست