في باب البدع و الرأى و المقاييس من كتاب
العقل و الجهل منه عن الحسين بن محمّد الأشعرى، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن
عليّ الوشّا، و عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن فضال جميعا، عن عاصم بن
حميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر 7 قال: خطب أمير المؤمنين 7 النّاس فقال:
أيّها الناس
إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتّبع و أحكام تبتدع يخالف فيها كتاب يتولّى فيها رجل
«رجال خ ل» رجالا، فلو أنّ الباطل خلص لم يخف على ذى حجى، و لو أنّ الحقّ خلص لم
يكن اختلاف، و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معافهنا لك
استحوذ الشيطان على أوليائه و نجى الّذين سبقت لهم من اللّه الحسنى.
و في كتاب
الرّوضة عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن ابراهيم ابن عثمان عن
سليم بن قيس الهلالي، قال: خطب أمير المؤمنين 7 فحمد اللّه و أثنى عليه
ثمّ صلّى على النبيّ 6 ثمّ قال:
ألا إنّ أخوف
ما أخاف عليكم خلّتان: اتّباع الهوى و طول الأمل أمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن
الحقّ، و أمّا طول الأمل فينسى الآخرة، ألا إنّ الدّنيا قد ترحّلت مدبرة، و إنّ
الآخرة قد ترحّلت مقبلة، و لكلّ واحدة بنون فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من
أبناء الدّنيا، فانّ اليوم عمل و لا حساب و إنّ غدا حساب و لا عمل.
و إنّما بدء
وقوع الفتن أهواء تتّبع و آراء تبتدع يخالف فيها حكم اللّه يتولّى فيها رجال رجلا
إنّ الحقّ لو خلص لم يكن اختلاف، و لو أنّ الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، لكنه
يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان فيجتمعان فيجللان معا فهنا لك يستولى
الشّيطان على أوليائه و نجى الذين سبقت لهم من اللّه «منّاخ» الحسنى.
إنّى سمعت
رسول اللّه 6 يقول: كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها
الصّغير و يهرم فيها الكبير، يجرى النّاس عليها و يتّخذونها سنّة، فاذا غيّر منها
شيء قيل قد غيّرت السنّة و قد أتى النّاس منكرا ثمّ تشتدّ البليّة و نسى الذّريّة
و تدقّهم الفتنة كما تدقّ النّار الحطب و كما تدقّ الرّحا بثفالها و يتفقّهون لغير
اللّه،