responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 209

لمجرّد التّفسير، بل هى كساير أخبار المبتدءات، لكن سمّيت تفسيرا لما قررته، و القصد بهذا الابهام ثمّ التّفسير تعظيم الأمر و تفخيم الشّأن، فعلى هذا لا بدّ أن يكون مضمون الجملة المفسّرة شيئا عظيما يعتنى به فلا يقال مثلا هو الذّباب يطير

المعنى‌

اعلم أنّه كان ظنّ كثير من النّاس بعد ولايته 7 أنّ معاوية لا يمكّن له و لا ينقاد لبيعته بأمارات كانت لائحة عندهم‌ (و) لذلك‌ (قد أشار عليه أصحابه بالاستعداد) و التّهيؤ (لحرب أهل الشّام بعد ارساله) 7‌ (إلى معاوية لجرير بن عبد اللّه البجلي) مع كتاب له كتبه اليه على ما يأتي ذكره، و لمّا لم يكن هذه الاشارة من الأصحاب مطابقة لرأيه الصّواب أجابهم بقوله: (إنّ استعدادي لحرب أهل الشّام و جرير عندهم إغلاق للشّام) و اكراه‌ (و صرف لأهله عن خير إن أرادوه) و ذلك لأنّهم ما دام كون جرير عندهم في مقام الشّور و التروّى في متابعة أىّ الأميرين و إن لم يكن كلّهم فبعضهم كذلك لا محالة فاستعداده لحربهم في تلك الحال موجب لاستعدادهم لحربه و تأهّبهم للقائه و ملجئا[1] لهم إلى قتاله، ففيه صرف لقلب من كان متردّدا في الأمر و مريدا للخير (و لكن قد وقتّ لجرير وقتا لا يقيم بعده الّا مخدوعا أو عاصيا) وجه الحصر أنّ تخلّفه عن الوقت الموقت له إمّا أن يكون بسبب تأخيرهم في الجواب خداعا له و أخذا في تلك المدّة بتهيّة الأسباب، و إمّا أن يكون بسبب تقصير منه في المبادرة إلى المراجعة إليه، فيكون عاصيا و لما لم يستصوب رأيهم أشار إلى وجه المصلحة و ما هو الرّأى الصّواب بقوله:

(و الرّأى مع الاناة)، و ذلك لأنّ إصابة المطالب و الظفر بها إنّما يكون في الغالب بالتثبّت و التّأنّي، لأنّ اناة الطالب هى مظنّة فكره في الاهتداء إلى تلخيص الوجه الأليق و الأشمل للمصلحة في تحصيل مطلوبه، و لذلك جعل التوءدة من جنود العقل و التّسرّع و هو ضدّها من جنود الجهل.


[1] اسم فاعل من الالجاء و هو الاكراه و الاغلاق منه.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست