responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 178

و على التّقديرين فالمقصود به حثّهم و ترغيبهم على الجهاد تهيجا و إلهابا بأنّ صاحب الدّين و الحميّة لا يتحمّل أن ينزل على إخوانه المؤمنين داهية فلا تنصرهم مع قدرته على الذّبّ عنهم و تمكّنه من حماية دمارهم و معاونتهم.

(أقوم فيكم مستصرخا، و أناديكم متغوّثا، فلا تسمعون لى قولا، و لا تطيعون لى امرا حتّى تكشف الامور عن عواقب المسائة) أراد أنّ عدم طاعتهم له مستمرّ إلى أن تظهر الامور[1] أى الامور الصّادرة عنهم عن عواقب السّوء و ترجع مآلها إلى النّدامة و ملامة النّفس اللّوامة، أو المراد انه ظهر[2] الامور الفظيعة اى الامور الصّادرة عن عدوّهم بالنّسبة اليهم كالقتل و الغارة و انتقاص لاطراف.

(فما يدرك بكم ثار و لا يبلغ بكم مرام) تهييج لهم على التألف في النّصرة إذ من شأن العرب ثوران طباعهم بمثل هذه الأقوال استعاره‌ (دعوتكم إلى نصر إخوانكم فجرجرتم جرجرة الجمل الاسرّ) قال الشّارح البحراني استعار لفظ الجرجرة لكثرة تملّلهم و قوّة تضجّرهم من ثقل ما يدعوهم إليه، و لمّا كانت جرجرة الجمل الأسرّ أشدّ من جرجرة غيرها لاحظ شبه ما نسبه إليهم من التضجّر بها، و كذلك التشبيه في قوله‌ (و تثاقلتم تثاقل النّضو الأدبر).

و قوله‌ (ثمّ خرج إلىّ منكم جنيد متذائب) مضطرب‌ (ضعيف) اشارة إلى حقارة شأنهم و قلّة عددهم و قد ذكرنا أنهم كانوا نحوا من ثلاثمائة أو دونها و قوله‌ (كأنّما يساقون إلى الموت و هم ينظرون) اشارة إلى شدّة خوفهم و جبنهم و اضطرابهم فيما يساقون إليه مثل اضطراب من يساق إلى الموت و خوفه منه هذا.

و قال صاحب الغارات: إنّه بعد ما خطب هذه الخطبة نزل من المنبر فدخل منزله، فقام عديّ بن حاتم فقال: هذا و اللّه الخذلان ما على هذا بايعنا أمير المؤمنين، ثمّ دخل إليه فقال: يا أمير المؤمنين انّ معي من طىّ ألف رجل لا يعصوني فان شئت أن أسير بهم سرت، قال: ما كنت لأعرض قبيلة واحدة من قبايل العرب للنّاس و لكن اخرج‌


[1] هذا المعنى على كون تكشف بصيغة المضارع من باب ضرب، منه.

[2] هذا المعنى مبنى على كون تكشف بصيغة الماضى من باب التفعل و نحوه تنكشف بصيغة المضارع من باب الانفعال على ما في بعض النسخ، منه.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست