فقال 7 لهما دعا الكلام في هذا حدّثني عنك؟ يا نعمان أنت أهدى قومك سبيلا؟ يعنى
الأنصار قال: لا قال: فكل قومك تبعنى إلا شذاذ منهم ثلاثة أو أربعة أ فتكون أنت من
الشّذاذ؟ فقال النّعمان: أصلحك اللّه إنّما جئت لأكون معك و ألزمك و قد كان معاوية
سألني أن أؤدّى هذا الكلام و رجوت أن يكون لي موقف اجتمع فيه معك و طمعت أن يجري
اللّه بينكما صلحا، فاذا كان غير ذلك رأيك فأنا ملازم و كاين معك فأما أبو هريرة
فلحق بالشّام و أقام النّعمان عند عليّ 7 فأخبر أبو هريرة معاوية
بالخبر فأمره أن يعلم الناس ففعل.
و أقام
النّعمان بعده ثمّ خرج فارّا من عليّ حتّى إذا مرّ بعين التمر أخذه مالك بن كعب
الأرحبى و كان عامل عليّ عليها فأراد حبسه و قال له: ما مرّبك ههنا؟! قال إنّما
أنا رسول بلّغت رسالة صاحبي ثمّ انصرفت فحبسه، و قال كما أنت حتى اكتب إلى عليّ
فيك فناشده و عظم عليه أن يكتب إلى عليّ فيه فأرسل النّعمان إلى قرطة بن كعب
الانصاري و هو كاتب عين التّمر يجبى خراجها لعليّ 7 فجائه مسرعا فقال
لمالك بن كعب: خلّ سبيل ابن عمّي يرحمك اللّه، فقال يا قرطة اتّق اللّه و لا
تتكلّم في هذا فانّه لو كان من عبّاد الانصار و نسّاكهم لم يهرب من أمير المؤمنين
7 إلى أمير المنافقين فلم يزل به يقسم عليه حتّى خلا سبيله و قال له يا
هذا لك الأمان اليوم و الليلة و غدا و اللّه لان أدركتك بعدها لأضربنّ عنقك.
فخرج مسرعا
لا يلوى على شيء و ذهبت به راحلته فلم يدر اين يتأكع من الارض ثلاثة إيام لا يعلم
أين هو ثمّ قدم الى معاوية فخبره بما لقى و لم يزل معه مصاحبا له يجاهد عليّا و
يتبع قتلة عثمان حتّى غزا الضّحاك بن قيس أرض العراق، ثمّ انصرف إلى معاوية فقال
معاوية: أما من رجل أبعث معه بجريدة خيل حتى يغير على شاطي الفرات فانّ اللّه يرغب
بها أهل العراق فقال له النّعمان: فابعثنى فانّ لي في قتالهم نيّة و هوى، و كان
النّعمان عثمانيّا، قال فانتدب على اسم اللّه فانتدب و ندب