و ثالث القوم هو عثمان بن عفّان بن أبى
العاص بن اميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، و كان أبوه عفّان ممّن يضرب بالدّف و
يتخنّث به و يلعب، رواه العلامة في كشف الحقّ و مؤلف كتاب إلزام النّواصب عن هشام
بن محمّد بن السّائب الكلبي هذا.
استعارة و
أثبت 7 له حالا يستلزم تشبيهه بالبعير و استعار له صفته بقوله: (نافجا
حضنيه) أى نافجا جنبيه و رافعا ما بين إبطه و كشحه من كثرة الأكل و الشّرب
كالبعير المنتفج الجنبين (بين نثيله و معتلفه) أى قام بالأمر و كان
حركته بين روثه و معتلفه يعنى لم يكن همّه إلّا الأكل و الرّجيع كالبهائم التي لا
اهتمام لها إلّا بالأكل و الرّوث قال الشّارح المعتزلي: و هذا من أمضّ الذّم و
أشدّ من قول الحطية الذى قيل إنّه أهجى بيت للعرب:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
و اقعد فانّك انت الطاعم الكاسي
هذا و المعنى
على رواية الصّدوق أنّ قيامه كان بين منكحه و مطعمه و بالجملة فالمقصود أنّ همّه
لم يكن إلّا بطنه و فرجه و التّرفه بالمال و اصلاح مصالح نفسه و إعمال دواعي خاطره
من دون أن يكون له قيام بمصالح المسلمين و توجّه إلى إصلاح امور الخلافة و مراعاة
لوازم الولاية (و قام معه بنو أبيه) أراد بهم بني اميّة فانّهم قاموا معه
حالكونهم كناية (يخضمون مال اللّه) و يأكلونه بأقصى أضراسهم.
و هو كناية
عن كثرة توسّعهم بمال المسلمين و شدّة أكلهم من بيت المال من غير مبالاة لهم فيه
تشبيه (كخضم الابل) و أكلها بجميع فمها (نبتة الرّبيع) و نباته، و
وجه الشّبه أنّ الابل لمّا كانت تستلذّ نبت الرّبيع بشهوة صادقة و تملاء منه
أحناكها و ذلك لمجيئه عقيب يبس الأرض و طول مدّة الشّتآء، كان ما أكله أقارب عثمان
من بيت المال مشبها بذلك، لاستلذاذهم به و انتفاعهم منه بعد طول فقرهم، و امتداد
ضرّهم، و ذلك الكلام منه 7 خارج معرض التّوبيخ و الذّم إشارة إلى
ارتكابه معهم مناهي اللّه المستلزم لعدم قابليّته للخلافة و استعداده للامامة.