و بلغ بسرا
مسير جارية فانحدر إلى اليمامة و أخذ جارية بن قدامة السير ما يلتفت إلى مدينة مرّ
بها فلا أهل حصن و لا يعرج على شيء الّا أن يرمل بعض أصحابه من الزّاد فيأمر
أصحابه بمواساته أو يسقط بعير رجل أو تحفى دابته فيامر أصحابه بأن يعقّبوه حتّى
انتهوا إلى أرض اليمن فهربت شيعة عثمان حتّى لحقوا بالجبال و اتبعهم شيعة عليّ و
تداغت عليهم من كلّ جانب و أصابوا منهم و صمد نحو بسر و بسر بين يديه يفرّ من جهة
إلى جهة اخرى حتّى أخرجه من أعمال عليّ 7 كلّها فلمّا فعل به ذلك أقام
جارية بحرس نحوا من شهر حتّى استراح و أراح أصحابه و وثب النّاس ببسر في طريقه
لمّا انصرف من بين يدي جارية لسوء سيرته و فظاظته و ظلمه و غشمه و أصاب بنو تميم
ثقلا من ثقله في بلاده.
فلمّا وصل
بسر معاوية قال: احمد اللّه يا أمير المؤمنين إنّي سرت في هذا الجيش أقتل عدوّك
ذاهبا جائيا لم ينكب رجل منهم نكبة فقال معاوية: اللّه قد فعل ذلك لا أنت و كان
الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين الفا و حرق قوما بالنّار روى أنّه دعا عليّ 7 على بسر فقال: اللهمّ إنّ بسرا باع دينه بالدّنيا و انتهك محارمك و كانت
طاعة مخلوق فاجر آثر عنده من عندك اللهمّ فلا تمته حتّى تسلبه عقله و لا توجب له
رحمتك و لا ساعة من نهار، اللهمّ العن بسرا و عمروا و معاوية و ليحلّ عليهم غضبك و
لتنزل بهم نقمتك و ليصبهم بأسك و زجرك لا تردّه عن القوم المجرمين.
فلم يلبث بسر
بعد ذلك إلّا يسرا حتّى وسوس و ذهب عقله فكان يهذي بالسّيف و يقول: اعطوني سيفا
اقتل به لا يزال يردّد ذلك حتّى اتّخذ له سيف من خشب و كانوا يدنون منه المرفقة
فلا يزال يضربها حتّى يغشى عليه فلبث كذلك إلى أن مات عليه لعنة اللّه و الملائكة
و النّاس أجمعين.
الترجمة
از جمله خطب
آن حضرت است كه فرمود در حالتي كه بتواتر رسيد خبرها