الابيات و لمّا قرب بسر من مكة هرب قثم
بن العبّاس و كان عامل عليّ و دخلها بسر فشتم أهل مكة و أنّبهم ثمّ خرج و استعمل
عليها شيبة بن عثمان و دخل الطايف و بات بها و خرج منها فأتى نجران فقتل عبد اللّه
بن عبد المدان و ابنه مالكا و كان عبد اللّه هذا صهرا لعبيد اللّه بن العبّاس، ثمّ
جمعهم و قام فيهم و قال: يا أهل نجران يا معشر النّصارى و إخوان القرود أما و
اللّه إن بلغنى عنكم ما أكره لأعودنّ عليكم بالتي تقطع النّسل و تهلك الحرث و تخرب
الدّيار، و تهدّدهم طويلا.
ثمّ سار حتّى
أتى ارحب فقتل أبا كرب و كان يتشيّع و يقال: إنّه سيّد من كان بالبادية من همدان
فقدّمه فقتله، و أتى صنعاء و قد خرج عنها عبيد اللّه بن العبّاس و سعيد بن نمران و
قد استخلف عبيد اللّه عليها عمر بن اراكة الثّقفي فمنع بسرا من دخولها و قاتله
فقتله بسر و دخل صنعاء فقتل منها قوما، و أتاه وفد مارب فقتلهم و لم ينج منهم إلّا
رجل واحد.
ثمّ خرج من
صنعاء و أتى أهل حيان و هم شيعة لعليّ فقاتلهم و قاتلوه فهزمهم و قتلهم قتلا وزيعا
ثمّ رجع إلى صنعاء و قتل بها مأئة شيخ من أبناء فارس.
و روى أبي و
داك قال: كنت عند عليّ 7 لما قدم عليه سعيد بن نمران الكوفة فعتب 7 عليه و على عبيد اللّه أن لا يكونا قاتلا بسرا، فقال سعيد قد و اللّه
قاتلت و لكن ابن عبّاس خذلني و أبى أن يقاتل، و لقد خلوت به حين دنا منّا بسر
فقلت:
إنّ ابن عمّك
لا يرضى منّي و منك بدون الجدّ في قتالهم قال: لا و اللّه ما لنا بهم طاقة و لا
يدان فقمت في النّاس فحمدت اللّه ثمّ قلت: يا أهل اليمن من كان في طاعتنا و على
بيعة أمير المؤمنين فاليّ إلىّ، فأجابني منهم عصابة فاستقدمت بهم فقاتلت قتالا
ضعيفا و تفرّق النّاس عنّى و انصرفت.
قال أبو مخنف
فندب عليّ 7 أصحابه لبعث سرية في أثر بسر فتثاقلوا فقام 7 إلى المنبر ضجرا بتثاقل أصحابه عن الجهاد و مخالفتهم له في الرّأى فقال
7: