(ألا
لا يعدلنّ أحدكم عن) الأرحام و
(القرابة يرى بها) الفاقة و
(الخصاصة أن يسدّها ب) فضل ماله
(الذي لا يزيده إن أمسكه و لا ينقصه إن اهلكه) أى
لا ينفع ذلك الشّخص إمساكه و لا يضرّه الفاقة لكونه زايدا على قدر الحاجة و فاضلا
على معيشته (و من يقبض يده عن عشيرته فانّما تقبض منه
عنهم يد واحدة و تقبض منهم عنه أيدي كثيرة) قال السّيد: ما أحسن
هذا المعنى فانّ الممسك خيره عن عشيرته إنّما يمسك نفع يد واحدة فاذا احتاج إلى
نصرتهم و اضطرّ إلى مرافدتهم[1] قعدوا عن نصره و تثاقلوا عن
صوته فمنع ترافد الأيدى الكثيرة و تناهض الأقدام الجمة.
(و من تلن حاشيته) و يحسن خلقه و
يتواضع للنّاس (يستدم من قومه المودّة) لأنّ لين الجانب و حسن الخلق و
التواضع جالب للالفة و كاسب للمودّة كما أنّ التّكبر و الجفاوة و خشونة الطبيعة
باعثة على الانقطاع و العداوة قال سبحانه:
وَ لَوْ
كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ
اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ هذا كلّه إن حملنا
لفظ الحاشية على النّفس و الجانب، و إن حملناه على الأتباع و الخواصّ فيكون
المقصود به التّأديب لهم باصلاح حال الأتباع.
بيان ذلك أنّ
الاتباع هم الذين عليهم يدور تدبير صلاح حال الرّجل فبحسب شدّتهم و غلظتهم و لينهم
و تواضعهم يكون النّاس أقرب إليه و أبعد منه و بذلك يتفاوت