غير اللّه فيه و أصله من الرّؤية كأنه لا
يعمل إلّا إذا رأى النّاس و رأوه، و السّمعة بالضمّ كالرّياء إلّا أنّها تتعلّق
بحاسّة السّمع و الرّياء بحاسّة البصر.
و عن
الفارابي في ديوان الأدب يقال: فعل ذلك رياء و سمعة إذا فعل ذلك ليراه النّاس و
يسمعوا به.
و قال
الغزالي في إحياء العلوم: الرّياء مشتقّ من الرّؤية، و السّمعة مشتقّة من السّماع
و إنّما الرّياء أصله طلب المنزلة في قلوب النّاس بايرائهم خصال الخير الا أنّ
الجاه و المنزلة تطلب في القلب بأعمال سوى اللّه، و اسم الرّياء مخصوص بحكم العادة
بطلب المنزلة في القلوب بالعبادات و إظهارها، فحدّ الرّياء هو إرادة العباد بطاعة
اللّه، فالمرائي هو العابد، و المرائى هو النّاس المطلوب رؤيتهم بطلب المنزلة في
قلوبهم، و المرائى به هو الخصال التي قصد المرائي إظهارها، و الرّياء قصد إظهار
ذلك.
أقول: و
الأولى ما ذكرناه، لكونه شاملا للعبادات و غيرها فعلا و تركا حسبما تعرفه في
الأقسام الآتية، و ما ذكره مختصّ بفعل العبادات فقط فلا يعمّ.
الثاني في
ذكر بعض ما ورد فيه من الآيات و الأخبار.
قال اللّه
سبحانه: فويل للمصلّين الذينهم عن صلاتهم ساهون، و الذينهم يراؤن و قال النبيّ
6: إنّ النّار و أهلها يعجّون من أهل الرّياء، فقيل:
يا رسول اللّه كيف تعجّ النّار؟ قال: من حرّ النّار التي يعذّبون بها.
و قال أيضا:
ينادى المرائي يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر، يا فاجر، يا غادر يا خاسر، ظلّ
«ضلّ» سعيك، و بطل عملك، و لا خلاق لك، التمس الأجر ممّن كنت تعمل له يا مخادع و
قال أيضا: إنّ أوّل ما يدعى يوم القيامة رجل جمع القرآن، و رجل قاتل في سبيل
اللّه، و رجل كثير المال فيقول اللّه عزّ و جلّ للقاري ألم اعلمك ما انزلت على
رسولي؟ فيقول: بلى يا ربّ فيقول: ما عملت به فيما علمت؟ فيقول: يا ربّ قمت به في