(فاذا)
كان نزول الامور بتقدير اللّه سبحانه و تفريقها بتقسيم الملك العادل على وفق
الحكمة و اقتضاء المصلحة و (رأى أحدكم لأخيه) المؤمن (غفيرة) و
زيادة (في أهل أو مال أو نفس) أو
رفعة أو مكانة (ف) لابدّ له أن يرضى
بقسمة الجبّار و أن (لا تكوننّ)
رؤية هذه الغفيرة (له فتنة) و
لا توجب له ضلالا و لا توقع له في الحسد و لا تبعث له إلى الرّغبة إلى الأغنياء و
اخلاص السّعى لهم و لخدمتهم للطمع بما في أيديهم
(فانّ) هذه كلّها تكون شاغلة له عن سلوك سبيل الحقّ، حاجبة عن
التّوجّه إلى اللّه، مانعة عن الوصول إلى رضوان اللّه و فيها دنائة النّفس و رذالة
الطبع و (المرء المسلم ما لم يغش دنائة تظهر) و لم يأت على رذالة تشهر بين النّاس
(فيخشع لها إذا ذكرت) و يستحيى من ذكرها و يلزمه بارتكابها
الخجل (و تغرى بها لئام النّاس) و
عوامهم في فعل مثلها أو هتك سرّه بها كان (كالفالج الياسر) و القامر الفايز (الذي ينتظر) في قماره و لعبه بالاقداح (أوّل فوزة من
قداحه توجب له) هذه الفوزة
(المغنم) و يأخذ بها نصيبه الموسوم به (و ترفع بها عنه المغرم) و يدفع ضرر الغرامة
عنه.
و (كذلك
المرء المسلم) الصّائن لنفسه الحافظ لدينه العاري من الدّنائة و (البرئ من
الخيانة ينتظر) في حياته مع صبره عن المعصية فوز (إحدى الحسنيين
إمّا) أن يدعوه (داعى اللّه) بقبضه إليه فيستجيب له و يفوز إذن
بالنّعيم المقيم و يدخل الجنّة التي عرضها الأرض و السّماء (فما عند اللّه
خير له) و أبقى و هي فوزة لا تفنى (و إمّا) أن يفتح له أبواب (رزق
اللّه) و يدركه كرامة اللّه (فاذا هو ذو أهل و مال و معه دينه و حسبه) فيفوز الفوز
العظيم مع الأمن من العذاب الأليم و هو أفضل عند العاقل من الفتنة بالغير و
الالتفات عن اللّه و تدليس لوح النّفس برذايل الأخلاق من الحسد و نحوه.
و ذلك من
حيث (إنّ المال و البنين حرث الدّنيا و العمل الصالح حرث الآخرة) و من كان
يريد[1] حرث
الآخرة نزد له في حرثه و من كان يريد حرث الدّنيا نؤته