حتّى دخل المدينة، فلما رأى اجتماع الخلق
على أبي بكر انطلق إلى عليّ بن أبي طالب 7 فقال له: ما هذا؟ قال له
عليّ 7: هذا ما ذا ترى، قال له اسامة: فهل بايعته؟
فقال: نعم يا
اسامة، فقال: أ طائعا أو كارها؟ قال: لا بل كارها، قال: فانطلق اسامة فدخل على أبي
بكر و قال له: السّلام عليك يا خليفة المسلمين، قال: فردّ عليه أبو بكر، و قال:
السّلام عليك أيّها الأمير هذا.
و يأتي بعض
أخبار هذا الباب من طرق الخاصّة كساير الأخبار العامة إنشاء اللّه عند شرح الخطب
الآتية و اللّه المستعان و عليه التكلان.
المقدمة
الرابعة في الاشارة الى بعض طرق الخطبة و رفع الاختلاف بينها
فأقول:
اعلم أنّ
المستفاد من مضمون هذه الخطبة الشريفة كما هو المستفاد من بعض طرقها الآتية أيضا
أنّه 7 خطب بها في أواخر عمره الشريف و ذلك بعد ما انقضى أيّام خلافة
المتخلّفين الثلاثة و بعد ما ابتلى به من قتال النّاكثين و القاسطين و المارقين و
هذا ممّا لا خفاء فيه، و أمّا المقام الذي خطب 7 بها فيه فقد اختلفت
فيه الرّوايات.
منها ما هي
ساكتة عن تعيين المكان، مثل ما رواه العلامة الحلّي طاب ثراه في كتاب كشف الحقّ و
نهج الصّدق عن الحسن بن عبد اللّه بن عبد بن مسعود العسكري من أهل السّنة في كتاب
معاني الأخبار باسناده إلى ابن عباس قال:
ذكرت الخلافة
عند أمير المؤمنين 7 فقال: و اللّه لقد تقمّصها أخويتم و أنّه يعلم إلى
آخر ما ذكره الرّضيّ بتغيير يسير.
و مثلها ما
رواه المحدّث المجلسي في المجلد الثامن من البحار من معاني الأخبار و علل الشّرايع
للصّدوق عن ما جيلويه عن عمّه عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان
عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: ذكرت الخلافة