(الغفيرة)
قال الرّضيّ: هي ههنا الزّيادة و الكثرة من قولهم للجمع الكثير الجمّ الغفير و
يروى عفوة من أهل أو مال و العفوة الخيار من الشيء يقال أكلت عفوة الطعام أى
خياره.
أقول: و
يحتمل أن يكون العفوة من العفو بمعنى الزّيادة أيضا، و به فسّر قوله تعالى: و
يسئلونك ما ذا ينفقون قل العفو قال الشّاعر:
و لكنّا يعضّ السّيف منّا
باسوق عافيات الشّحم كوم
اى زائدات
الشّحم و (غشى) فلانا كرضى أتاه و (غرى) به كرضى أيضا ولع به و أغراه به ولعه و
(الفالج) الفايز من السّهام من الفلج و هو الظفر و الفوز و (الياسر) القامر و
اللاعب بالمسير قال سبحانه: يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهما إثم كبير و منافع
للنّاس، و هو كمنزل اشتقاقه إمّا من اليسر و هو السّهولة لأنّه أخذ لمال الرّجل
بيسر و سهولة من غير كدّ و لا تعب، أو من اليسار لانه سبب يساره، و قيل من اليسر
بمعنى التجزئة لأنّ كلّ شيء جزئته فقد يسرته يقال: يسروا الشيء أى اقسموه
فالجزور نفسه يسمّى ميسرا لأنّه يجزء أجزاء، و الياسر الجازر لأنّه يجزء لحم الجزور
ثمّ يقال للضّاربين بالقداح و المتقامرين على الجزور: إنّهم يا سرون، لأنّهم بسبب
ذلك الفعل يجزءون لحم الجزور.
قال الفيروز
آبادى: الميسر كمنزل اللّعب بالقداح أو هو الجزور التي كانوا يتقامرون عليها،
كانوا إذا ارادوا أن ييسروا اشتروا جزورا نسئة و نحروه قبل أن ييسروا و قسموه
ثمانية و عشرين قسما أو عشرة أقسام، فاذا خرج واحد واحد باسم رجل رجل ظهر فوز من
خرج لهم ذوات الانصباء و غرم من خرج له الغفل و قال الزّمخشري في الكشّاف: كانت
لهم عشرة قداح و هي: الأزلام و الأقلام الفذ و التّوام و الرّقيب و الحلس بفتح
الحاء و كسر اللام و قيل بكسر الحاء و سكون اللام و المسبل و المعلى و النّافس و
المنيح و السفيح و الوغد، لكلّ واحد منها نصيب معلوم من جزور ينحرونها و يجزءونها
عشرة أجزاء و قيل ثمانية و عشرين جزء إلّا لثلاثة