قوله بكّر
فاستكثر من جمع ما قلّ منه خير ممّا كثر روى من جمع منوّنا و بغير تنوين أمّا
بالتّنوين فيحتمل كونه بمعنى المفعول أى من مجموع و كونه على معناه الحقيقي
المصدرى و على كلّ تقدير فما موصولة مبتداء و خير خبره و قلّ صلتها و فاعل قلّ
ضمير مستكن عايد إلى الاستكثار المفهوم من استكثر و ضمير منه عايد إلى الموصول و
الجملة مجرورة المحلّ لكونها بدلا للجمع، و أمّا بدون التّنوين فالموصوف محذوف و
هو المضاف إليه أى من جمع شيء الذي قلّ منه خير، فما على ذلك موصولة و يحتمل
كونها مصدرية أى من جمع شيء قلّته خير من كثرته.
و قيل إنّ
جمع مضاف إلى ما و المحذوف هو ان المصدريّة بعدها، و قلّ مبتداء بتقديرها على حدّ
و تسمع بالمعيدى خير من أن تراه، أى من جمع ما أن أقلّ منه أى قلّته خير، و في
رواية الكافي بكّر فاستكثر ما قلّ منه خير، مجاز و قوله: و اكتنز من غير طائل
اسناد اكتنز إلى فاعله و هو الرّجل الموصوف إمّا على سبيل المجاز أو في الكلام
تقدير أى اكتنز له العلوم الباطلة، و على ما في بعض النّسخ من قوله:
فاكثر من غير
طائل لا يحتاج إلى تكلّف، و ضامنا إمّا صفة لقاضيا أو حال بعد حال.
المعنى
اعلم مجاز
أنّ البغض كالحبّ الذي هو ضدّه لمّا كان من صفات النّفس أعني نفار النّفس عن
الشيء و كان إسناده إليه سبحانه محالا لا جرم ينبغي أن يراد به حيثما اسند إليه
معناه المجازي أعني سلب الفيض و الاحسان و هذا المعنى هو المراد بقوله 7: (انّ أبغض الخلائق إلى اللّه رجلان) مما ز جان بين الحقّ
و الباطل متشبّثان بذيل الشّبهات و الجهالات يحسبان أنّها من علوم الدّين و مراتب
اليقين.
و إنّما كانا
أبغض الخلايق باعتبار أنّ ضررهما النّاشي من جهالتهما بأمر الدّين لم يكن راجعا
إلى أنفسهما فقط، بل متعدّيا إلى الغير و ساريا إلى الأتباع و باقيا في الأعقاب
إلى يوم القيامة فكانا مع ضلالتهما في نفسهما مضلّين لغيرهما عن