و الّذي بعثه
بالحقّ لتبلبلنّ بلبلة، و لتغربلنّ غربلة، و لتساطنّ سوط القدر، حتّى يعود أسفلكم
أعلاكم، و أعلاكم أسفلكم، و ليسبقنّ سابقون كانوا قصّروا، و ليقصّرنّ سبّاقون
كانوا سبقوا، و اللّه ما كتمت وسمة، و لا كذبت كذبة، و لقد نبّئت بهذا المقام، و
هذا اليوم.
ألا و إنّ
الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها، و خلعت لجمها، فتقحّمت بهم في النّار.
ألا و إنّ
التّقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها، و أعطوا أزمّتها، فأوردتهم الجنّة، و فتحت لهم
أبوابها، و وجدوا ريحها و طيبها، و قيل لهم أدخلوها بسلام آمنين.
ألا و قد
سبقني إلى هذا الأمر من لم أشركه فيه، و من لم أهبه له، و من ليست له توبة إلّا
بنبيّ يبعث.
ألا و لا
نبيّ بعد محمّد 6، أشرف منه على شفا جرف هار فانهار به
في نار جهنّم، حقّ و باطل و لكلّ أهل، فلئن أمر الباطل لقديما فعل، و لئن قلّ
الحقّ لربّما و لعلّ، و لقلّما أدبر شيء فأقبل، و لئن ردّ عليكم أمركم إنّكم
سعداء، و ما عليّ إلّا الجهد، و إنّي لأخشى أن تكونوا على فترة ملتم عنّي ميلة
كنتم فيها عندي غير