قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى
اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي
قال أبو جعفر 7 في تفسيره: ذاك رسول اللّه و أمير المؤمنين و الأوصياء
من بعدهما : يعني أنّ الدّاعي هو رسول اللّه و من اتّبعه أمير
المؤمنين و الأوصياء التّابعون له في جميع الأقوال و الأفعال فمن أجاب لهم دعوتهم
و سلك سبيلهم:
فَأُولئِكَ
مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ
وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً و من تخلف
عنهم و لم يجبهم دعوتهم و سلك سبيل غيرهم يكون ذلك حسرة عليه و يقول:
يَوْمَ
يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ
الرَّسُولِ سَبِيلًا يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا و بالجملة
فمقصوده 7 من كلامه إنّي فعلت من هدايتكم و إرشادكم و أمركم بالمعروف و
نهيكم عن المنكر ما يجب على مثلي فوقفت لكم جادّة الطريق و منهجه حيث انّ طرق
الضّلال كثيرة مختلفة و أنتم فيها تائهون حائرون (حيث تلتقون) و تجتمعون (و لا
دليل) لكم (و تحتفرون) الآبار لتجدوا ماء تروون به غلّتكم (فلا
تميهون) و لا تجدون الماء كنايه (اليوم انطق لكم العجماء ذات
البيان) لتشهد بوجوب اتّباعي و تدلّ على ما ينبغي فعله فيكلّ باب و كنّى
7 بالعجماء ذات البيان عن العبر الواضحة و ما حلّ بقوم فسقوا عن أمر
ربّهم و عمّا هو واضح من كمال فضله 7 بالنّسبة إليهم و عن حال الدّين و
مقتضى أوامر اللّه، فإنّ هذه الامور عجماء لا نطق لها مقالا ذات البيان حالا، و
لمّا بينها 7 لهم و عرّفهم ما يقوله لسان حالها فكأنّه أنطقها لهم، و
قيل: العجماء صفة لمحذوف أى الكلمات العجماء، و المراد بها ما في هذه الخطبة من
الرّموز التي لا نطق لها مع أنّها ذات بيان عند اولى الالباب.
قال الشّارح
المعتزلي: و هذه إشارة إلى الرّموز التي تتضمنها هذه الخطبة يقول: هي خفيّة غامضة
و هي مع غموضها جليّة لاولى الألباب فكأنّها تنطق كما ينطق