(أهل
السّواد) ساكنو القرى و تسمّى القرى سوادا لخضرتها بالزّرع و النّبات و الاشجار و
العرب تسمى الاخضر أسود و (ناوله) أعطاه و (الاطراد) هو الجرى يقال: اطرد الأمر أى
تبع بعضه بعضا و جرى بعضه أثر بعض، و نهران يطردان أى يجريان و (الافضاء) الانتهاء
قال الشّارح المعتزلي: تشبيه [ (الافضاء)] أصله خروج إلى الفضاء فكأنّه شبهه حيث
سكت 7 عما كان يقول بمن خرج من خباء أو جدار إلى فضاء من الأرض، و ذلك
لأنّ النفس و القوى و الهمة عند ارتجال الخطب و الاشعار تجتمع إلى القلب، فاذا قطع
الانسان و فرغ تفرقت و خرجت عن حجر الاجتماع و استراحت و (الشقشقة) بالكسر شيء
كالرّية يخرجه البعير من فيه إذا هاج، و يقال للخطيب ذو شقشقة تشبيها له بالفحل و
(هدير) الجمل ترديده الصّوت في حنجرته.
الاعراب
كلمة لو لا
إما للتمنّي أو الجواب محذوف أى لكان حسنا، و المقالة إما مرفوعة على الفاعليّة لو
كان اطردت بصيغة المؤنث الغايب من باب الافتعال، أو منصوبة على المفعولية لو كان
بصيغة الخطاب من باب الافعال أو الافتعال أيضا.
المعنى
(قالوا و
قام إليه رجل من أهل السواد) قيل: إنه كان من أهل سواد العراق (عند
بلوغه 7 إلى هذا الموضع من خطبته فناوله كتابا) و أعطاه (فأقبل) إليه و كان (ينظر فيه
فلما فرغ) 7 (من قراءته) و أجاب الرّجل بما
أراد حسبما نشير إليه (قال له ابن عباس ;: يا أمير المؤمنين لو
اطّردت) أي جرت (مقالتك من حيث أفضيت) و انتهيت لكان حسنا
استعارة (فقال 7: هيهات يابن عبّاس تلك شقشقة هدرت ثمّ قرّت) و سكنت.
شبّه 7 نفسه بالفحل الهادر فاستعار لخطبته لفظ الشّقشقة التي من خواص الفحل قيل:
في الكلام إشعار بقلّة الاعتناء بمثل هذا الكلام إمّا لعدم التأثير في السّامعين
كما ينبغي، أو لقلّة الاهتمام بأمر الخلافة من حيث إنّها سلطنة، أو للاشعار