كلمة ما في
قوله: و ما أخذ اللّه مصدريّة و الجملة في تأويل المصدر معطوفة على الحضور أو
موصولة و العائد محذوف و على الأوّل فجملة أن لا يقارّوا في محل النّصب مفعولا
لاخذ، و على الثّاني بيان لما أخذه اللّه بتقدير حرف جرّ أو نفس أن تفسيريّة على
حدّ قوله تعالى:
وَ نُودُوا
أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ و قوله: وَ انْطَلَقَ
الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا على ما ذهب اليه بعضهم، و يحتمل أن يكون بدلا
أو عطف بيان.
المعنى
لما ذكر 7 حاله مع القوم و حالهم معه من غصب الأوّل للخلافة و إدلائه بها بعده إلى
الثاني و جعله لها بعده شورى و إقرانه له 7 إلى النّظاير المذكورين و
انتهائها إلى ثالث القوم و نبّه على خلاف النّاكثين و القاسطين و المارقين له 7 بعد قبوله الخلافة و نهوضها، أردف ذلك كله ببيان العذر الحامل له على قبول
هذا الأمر بعد عدوله عنه إلى هذه الغاية و قدم على ذلك شاهد صدق على دعواه بتصدير
كلامه بالقسم العظيم فقال:
(أمّا و
الذي فلق الحبّة) أى شقّها و أخرج النّبات منها بقدرته الكاملة (و برء النّسمة) أى خلق
الانسان و أنشأه بحكمته التّامة الجامعة (لو لا حضور الحاضر) للبيعة من
الأنصار و المهاجر أو حضور الوقت الذي وقّته رسول اللّه 6 لقيامه بالنّواهي و الأوامر (و قيام الحجّة) عليه 7 (بوجود
النّاصر) و المعين (و) لو لا (ما أخذ) ه (اللّه
على العلماء) أى الأئمة : أو الأعم من (أن لا يقارّوا) و لا
يتراضوا و لا يسكنوا كناية (على كظة ظالم) و بطنته (و لا سغب
مظلوم) وجوعه و تعبه، و الكظة كناية عن قوّة ظلم الظالم و السغب كناية عن
شدّة مظلوميّة المظلوم و المقصود أنّه لو لا أخذ اللّه على أئمة العدل و عهده
عليهم عدم جواز سكوتهم على المنكرات عند التمكن و القدرة استعاره تخييلية- استعاره
ترشيحية (لألقيت حبلها) أى زمام الخلافة (على غاربها) شبّه الخلافة
بالنّاقة التي يتركها راعيها لترعى حيث تشاء و لا يبالي من يأخذها