و (القصبة) ما توضع في آخر المدى، فمن
سبق إليها و أخذها فاز بالسبق.
المعنى
للشعر عند
العرب مقاصد عديدة من الحماسة، و المدح، و الذم، و النسيب و الرثاء، و بيان قصّة،
أو حكاية، و له بحور تزيد على خمسة عشر، و أوزان تزيد على السّتين، فالمفاضلة بين الشعراء تتحقق إذا
نظموا الشعر في مقصد واحد و على وزن مخصوص مثلا و لكن شعراء العرب نظموا الشعر في
مقاصد شتّى و أكثر كلّ واحد منهم في بعضها و اختار كلّ واحد منهم أوزانا خاصة
تلائم ذوقه، فيصعب القضاوة و الحكم في المفاضلة بينهم و تشخيص الأشعر منهم، فانّ
بعضهم أشعر من بعض في مقصد أو في وزن كما قيل: أشعر العرب امرء القيس
إذا ركب، و الأعشى إذا رغب، و النابغة إذا رهب، و قد مال 7 الى الجواب
بترجيح امرء القيس صاحب المعلّقة المعروفة الّذي ابتدأ معلّقته
بقوله:
قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل
بسقط اللّوى بين الدخول فحومل
بحسب ضرورة الجواب
على هذا السئوال، و يظهر منه 7 الكراهة للبحث عن الشعر و الشاعر
الجاهلي خصوصا في مجلسه المنعقد للارشاد الدّيني كما حكى قال الشارح المعتزلي نقلا
عن أمالى ابن دريد مسندا إلى ابن عرادة قال: كان عليّ ابن أبي طالب 7
يعشّي الناس في شهر رمضان باللّحم و لا يتعشّى معهم فاذا فرغوا خطبهم و وعظهم،
فأفاضوا ليلة في الشعراء و هم على عشائهم فلمّا فرغوا خطبهم 7 و قال في
خطبته:
اعلموا أنّ
ملاك أمركم الدّين، و عصمتكم التقوى، و زينتكم الأدب و حصون أعراضكم الحلم- إلخ.
الترجمة
پرسش شد از
أشعر شعراء عرب در پاسخ فرمود: شاعران عرب در ميدان مسابقه شعر يك راه را تا نشانه
طى نكردهاند كه پيشتاز آنها شناخته شود، و اگر بناچار بايد جواب گفت أشعر آنان
همان پادشاه گمراه است كه مقصود امرء القيس است.