في كلّ عبادة ظاهرة و خصوصا الزّهد و التظاهر بترك الدّنيا و لذّاتها، فطال
ما اتّخذه المراءون أكبر وسيلة للنفوذ في قلوب الناس و استمالتهم، و هو وسيلة سهلة
لا تحتاج إلى رياضة علميّة و لا عمليّة فقال 7:
أفضل الزّهد ترك التظاهر به عند النّاس.
الترجمة
بهترين اقسام
زهد، نهان داشتن زهد است.
گر زهد نهان كنى ز مردم
دارى تو بزاهدان تقدّم
الثامنة و
العشرون من حكمه 7
(28) و قال
7: إذا كنت في إدبار و الموت في إقبال، فما أسرع الملتقا.
اللغة
(الادبار)
نقيض الاقبال- صحاح.
الاعراب
في إدبار،
جار و مجرور متعلّق بمقدّر، و الجملة خبر كنت، و الإدبار و الاقبال اعتبرا ظرف
لزمان الماضى و الاستقبال.
المعنى
قد أشار 7 في هذا الموجز من الكلام إلى سرعة مضيّ العمر و الخروج من هذه الدّنيا
العارية، و أفاد أنّ الانسان بين حركتين سريعتين نحو الموت:
1- إدباره على هذه
الدّنيا و سفره عن هذه الحياة الماديّة، فانه من يوم ولد من امّه كمن تجهّز راحلا
عن هذه الدّار، أنفاسه أقدام تقع للمسير، و أيامه منازل، و لياليه مراحل، فكلّ
مسافر له استراحة ما طىّ سفره و لكن الانسان في الادبار عن هذه
الدار لا يستريح قيد ساعة و يديم سيره بكلّ تنفّس.
2- أنّ الموت أقبل نحو
الانسان يطلبه دائما، فانه عبارة عن اختلال شرائط