(249) و
قال 7: الوفاء لأهل الغدر غدر عند اللَّه، و الغدر بأهل الغدر وفاء عند
اللَّه.
المعنى
مشاكلة (الغدر) هو نقض
العهد و ترك الوفاء بالميثاق المؤكّد، و العهد قد يكون بين المسلم و غيره، و
قد يكون بين غير المسلمين بعضهم مع بعض.
أمّا في
القسم الأول فيجب الوفاء به، و قد نهي عن الغدر في أخبار كثيرة و كان من وصايا
النبيّ 6 إذا بعث سريّة إلى الغزو مع الأعداء و اهتمّ به
المسلمون و تجويز الغدر في كلامه هذا ناظر إلى القسم الثاني، و المقصود أنّ العهود
غير مانعة عن قبول الاسلام و قال ابن ميثم: و ذلك أنّ من عهد اللَّه في دينه الغدر
و عدم الوفاء لهم إذا غدروا لقوله تعالى: وَ إِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ
خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ
الْخائِنِينَ- 58- الانفال» قيل: نزلت في يهود بنى قينقاع، و كان بينهم و بين
الرّسول 6 عهد فعزموا على نقضه فأخبره اللَّه تعالى بذلك و
أمره بحربهم و مجازاتهم بنقض عهدهم، فكان الوفاء لهم غدرا بعهد اللَّه، و الغدر
بهم إذا غدروا وفاء بعهد اللَّه انتهى.
أقول: في مثل
هذا المورد لا يكون ترك الوفاء غدرا، و إطلاق الغدر عليه بنحو من العناية من باب
المشاكلة كقوله تعالى: وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فانّ جزاء
السيّئة لا يكون سيّئة حقيقة، فتدبّر.
الترجمة
فرمود: وفاء
با پيمانشكنان پيمان شكنى محسوب است نزد خدا، و پيمان