بالجمع و الإدّخار، ليسا من رعاة
الدّين في شيء، أقرب شيء شبها بهما الأنعام السّائمة، كذلك يموت العلم بموت
حامليه. اللّهمّ بلى، لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة: إمّا ظاهرا مشهورا أو
خائفا مغمورا، لئلّا تبطل حجج اللَّه و بيّناته، و كم ذا و أين اولئك؟
أولئك- و
اللَّه- الأقلّون عددا، و الأعظمون [عند اللَّه] قدرا، يحفظ اللَّه بهم حججه و
بيّناته حتّى يودعوها نظراءهم، و يزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على
حقيقة البصيرة، و باشروا روح اليقين و استلانوا ما استوعره المترفون، و أنسوا بما
استوحش منه الجاهلون و صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ [لملإ]
الأعلى، أولئك خلفاء اللَّه في أرضه، و الدّعاة إلى دينه، آه آه شوقا إلى رؤيتهم،
انصرف يا كميل إذا شئت.
اللغة
(وعيت) العلم
إذا حفظته، و الوعاء بالفتح و قد يضمّ و الأوعاء بالهمز واحد الأوعية و هو الظرف
(الجبان) الصحراء، (الصعداء): نوع من التنفّس يصعده المتلهّف و الحزين (الهمج)
ذباب صغيرة كالبعوض (الرعاع) كسحاب العوام و السفلة و أمثالهم الواحد رعاعة.