رجلا يضحك:
مفعول سمع على التوسّع، و يضحك جملة حالية عنه، على غيرنا، ظرف متعلق بقوله: كتب،
قدّم عليه لرعاية السّجع.
المعنى
الضّحك خاصّد
لنوع الانسان، و ينشأ عن سرور صاعد على القلب من تأثّر ناش عن نيل محبوب، أو تعجّب
بالغ عن مشاهدة مناظر طيّبة، و يعرض هذه الحالة للأطفال و المجانين أكثر من
غيرهما، حتّى عدّ كثرة الضّحك نوعا من الجنون، لأنّه يدلّ على غفلة و اغترار، تغلب
على التفكر و الاعتبار، و التوجّه إلى المبدأ و المعاد.
و مشاهدة
مظاهر الموت من أوعظ المناظر و أهمّها للعبرة و التفكر في العواقب، و بهذا
الاعتبار كان كثرة الضحك مكروها و ممقوتا عند الشرع و العقلاء الحكماء و خصوصا في
موارد تعدّ للتوجّه إلى المبدأ أو المعاد، كالمساجد، و المقابر و عند الجنائز، و
في تشييع الأموات.
مضافا إلى
أنّ الضّحك خلف الجنازة نوع هتك للميّت و قلّة مبالاة بصاحب المصيبة و أولياء
الميّت المقروحي الأكباد، و المحروقي القلوب.
و هذا الرجل
قد بالغ في ضحكه حتّى أسمعه أمير المؤمنين 7 فشرع في إرشاده و موعظته
بهذه الجمل العاتبة القارعة، و نبّهه على سوء عمله، كأنه لا يعتقد بالموت و لا
يعترف بالحقّ، و كأنّ الميّت مسافر يودّع أحبّاءه ثمّ يرجع إليهم عن قريب.
ثمّ بيّن كيف
ينبغي أن يكون المسلم السعيد الناظر لما بعد موته، و عدّ له سبع صفات أخلاقيّة و
إيمانيّة:
1- أن يذلّ نفسه الأمّارة
الشريرة.
2- أن يكون كسبه الّذي يعيش
في ظلّه طيّبا و حلالا، و لا يأكل من حرام.