لشهرته و رفع الضيق عنه ببركة حرمة
القرآن الشريف، و من هنا يتوجّه هذا السّؤال:
هل يجوز تعليم
القرآن بغير المسلم أم لا؟
ربما يستفاد
من ظاهر الاية الشريفة لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ 79- سورة
الواقعة» عدم الجواز، لأنّ أظهر أفراد مسّ القرآن درك صورته العلميّة و حفظه في
القلب، و يستفاد من هذه الاية النهي عن مسّ غير المطهّر، و الكافر غير مطهّر.
كما أنّ خباب
بن أرت امتنع عن تسليم جزء من القرآن كان يعلّمه فاطمة أخت عمر المسلمة حين طلبه
عمر ليقرئه و قال أو قالت لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ.
و يشعر
امتناع المازني أحد شيوخ الإماميّة عن تعليم كتاب سيبويه المتضمّن لايات القرآن
الذمّي الغير المسلم بذلك، و لعلّه يتفرّع على ذلك حرمة بيع المصحف بغير المسلم
كما ذكره الفقهاء في مسائل المكاسب المحرّمة.
و لكن يضعف
ذلك كلّه أنّ القرآن الشريف اوحي إلى النبيّ 6 ليقرأها على
المشركين فيفهمونه و يصير سببا لاسلامهم، و كان تعليم القرآن لغير المسلم سيرة
ثابتة للنّبيّ 6.
(و الفكر
مرآة صافية) الفكر أشعاع عقلي ينور القلب و ينكشف به الحقائق و هي حركة روحيّة من
المبادي إلى المقاصد و من المقاصد إلى المبادي و عرّفه الشيخ البهائي قدّس سرّه في
المبادي المنطقيّة لزبدة الأصول بأنّه تأمّل معقول لكسب مجهول.
و وصفها 7 بأنّها مرآة صافية ينعكس فيها الحقائق فيجب على كلّ استعمالها
في شتّى اموره و يخلّصها من شوب الوهم و التخيّل ليرى الأشياء فيها، كما هي.
(و صدر
العاقل صندوق سرّه) كتمان الأسرار دأب العقلاء الأخيار، و قد أمر في غير واحد
من الأخبار بكتمان السرّ، و صدر الوصاية به عن غير واحد من الحكماء و ذوى البصيرة
سواء كان سرّ نفسه أو السرّ المودع عنده من غيره.