(90) و سئل
7 عن الخير ما هو؟ فقال: ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك، و لكنّ الخير
أن يكثر علمك، و أن يعظم حلمك و أن تباهى النّاس بعبادة ربّك، فإن أحسنت حمدت
اللَّه، و إن أسأت استغفرت اللَّه، و لا خير في الدّنيا إلّا لرجلين: رجل أذنب
ذنوبا فهو يتداركها بالتّوبة، و رجل يسارع في الخيرات.[1]
و لا يقلّ عمل مع التّقوى و كيف يقل ما يتقبّل؟!.
الاعراب
لا خير في
الدّنيا إلّا لرجلين، في الدّنيا، جارّ و مجرور متعلّق بقوله: خير و الاستثناء
مفرغ، و لرجلين في محلّ خبر لاء النافية للجنس المحذوف و هو لأحد رجل أذنب، خبر
لمبتدأ محذوف أي أحدهما رجل، و رجل يسارع عطف عليه.
المعنى
قد استعمل
لفظ الخير في القرآن بمعنى الاسلام كما في قوله تعالى «70- الأنفال- يا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ
اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَ
يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
و قد نفى
7 في حكمته هذه أن يكون كثرة المال و الولد خيرا على خلاف ما يعتقده
عامّة النّاس من أنّ الخير في كثرة المال و الولد و يجهدون في تحصيلهما
و تكثيرهما بكلّ وجه ممكن.
و هذا النفي
قد يكون نفيا حقيقيّا، و المقصود منه تخطئة الناس في هذا الاعتقاد و كثيرا ما
يشتهر في العرف و عند العامّة امورا لا واقعية لها أصلا، كالعنقاء و أكثر
[1] فى بعض النسخ هذه حكمة اخرى لا تعلق لها بما قبلها- المصحح-.