(68) و قال
7: الدّهر يخلق الأبدان، و يجدّد الامال و يقرّب المنيّة، و يباعد
الأمنيّة، من ظفر به نصب، و من فاته تعب.
اللغة
(أخلق)
الثوب: جعله باليا (المنيّة) ج منايا: الموت (الامنية): البغية ما يتمنّى (نصب)
تعب و أعيا- المنجد.
الاعراب
يخلق
الأبدان، جملة مبدوّة بالمضارع خبر المبتدأ، و يدلّ على الاستمرار و هكذا الجمل
التّالية المعطوفة عليها.
المعنى
اسناد حقيقى-
اسناد مجازى [الدّهر يخلق الأبدان ...] فسّر الدهر بالنازلة و
الأمد المحدود و الزمان الطويل، و الظاهر أنّ المقصود العرفي منه الزمان بما يحواه
من الحوادث و يعبر عنه بالفارسية «روزگار» فالاسناد في قوله (يخلق الأبدان) و تواليها
إسناد حقيقي، لأنّ انكسار الأبدان و بليها معلول لهذه
العوامل الزمنية من المرض و العمل و الحوادث، و تأثر المشاعر و الاحساسات، و كذلك
تجديد الامال و إقراب المنيّة و بعد الأمانى، و
كلّما دخل الانسان في ما يقرب من الشيخوخة و الهرم يكثر أمانيه على رغم
بعدها، لأنه يمنع منها رويدا رويدا، و الانسان حريص على ما منع، و لو كان المقصود
من الدّهر نفس الزمان المنصرم لا بدّ و أن يكون الاسناد في الجمل
مجازيا على حدّ قوله «أشاب الصغير و أفنى الكبير مرّ الغداة و كرّ العشيّ» و هو
خلاف الظاهر مضافا إلى أنّه لا يوافق قوله 7: (من ظفر به نصب، و
من فاته تعب) لأنّ نفس الزمان ليس شيئا يظفر به أحد و يفوت عن غيره، أو كان الظفر
به موجبا للنّصب