المسيسن، و له يد في تقوية حكومته
فاستجلبه معاوية بالمكائد و المواعيد و أثبته أخا لجلبه من موالاة عليّ 7 إلى معاداته، و استفاد منه أكثر استفادة في حكومته.
و ما ذكره
7 في كتابه هذا يناسب الوجه الثالث، فانّه موقف خطر يحتاج إلى الحذر
منه أشدّ الحذر فشرع 7 يوبّخ عثمان في قبول هذه الدعوة و الإسراع إليها و تقبّل ما
أعدوّه له من النذل من إعداد الأطعمة الطيّبة المختلفة الألوان و تقديم
الأقداح الكبيرة في الخوان، و أشار 7 إلى أنّ هذه الوليمة ممّا لم يقصد
به رضاء اللّه و إكرام والي وليّ اللّه، و إلّا فيشترك فيه ذووا الحاجة و الفقراء
من الجيران و سائر المسلمين و لم يخصّصوا الدّعوة بالأغنياء و ذوي النفوذ و
الثروة.
ثمّ أشار
7 إلى أنّ الحاضرين حول هذه الخوان من الغافلين المنهمكين في اللذّات
المادّيّة، فعبّر عن الخوان بالمقضم و هو ما يعدّ فيه
علف الدابّة من التبن و الشعير، و تعبيره 7 يعمّ كلّ خوان و مطعم مهيّا
لأمثال هؤلاء المفتونين بأمر الدنيا.
و قوله 7 (فما اشتبه عليك علمه فالفظه) يحتمل وجهين:
1- أن يكون
المقصود منه بيان الأصل في الأموال و أنّ الأصل فيها التحريم و لزوم الاحتياط و
التحرّز إلّا ما ثبت حلّه بوجه شرعيّ كما ورد في الحديث أنّه: لا يحلّ مال إلّا من
حيث ما أحلّه اللّه، فالأصل في المال المشتبه الحلّ و الحرمة التحريم و إن قلنا في
غيره بالحلّيّة و هو الظاهر من قوله 7 «فما اشتبه عليك
علمه فالفظه» و لكن يشكل عليه بأنّه لا ينطبق على المورد لأنّ مورد الكتاب الأكل
من مأدبة الضيافة و دليل حلّها هو ظاهر يد المسلم و إصالة اليد دليل عامّ يتّكى
عليه في اكثر المعاملات و المبادلات.
2- أن يكون
المقصود تحقيق الحلال الواقعي و عدم الاكتفاء بالأمارات و الأدلّة المحتملة للخلاف
تحصيلا للورع عن الحرام الواقعي، كما يستفاد من