اليتامى و المساكين و المؤمنين و
المجاهدين الّذين أفاء اللّه عليهم هذه الأموال، و أحرز بهم هذه البلاد!! فاتّق
اللّه و أردد إلى هؤلاء القوم أموالهم، فإنّك إن لم تفعل ثمّ أمكننى اللّه لأعذرنّ
إلى اللّه فيك، و لأضربنّك بسيفى الّذي ما ضربت به أحدا إلّا دخل النّار! و اللّه
لو أنّ الحسن و الحسين فعلا مثل الّذي فعلت ما كانت لهما عندي هوادة، و لا ظفرا
منّي بإرادة، حتّى آخذ الحقّ منهما، و أزيل الباطل عن مظلمتهما، و أقسم باللّه ربّ
العالمين: ما يسرّني أنّ ما أخذته من أموالهم حلال لي أتركه ميراثا لمن بعدي، فضحّ
رويدا فكأنّك قد بلغت المدى، و دفنت تحت الثّرى، و عرضت عليك أعمالك بالمحلّ الّذي
ينادى الظّالم فيه بالحسرة، و يتمنّى المضيّع فيه الرّجعة، و لات حين مناص.
اللغة
(الأمانة):
الوديعة، قال الشارح المعتزلي «ص 168 ج 16»: جعلتك شريكا فيما قمت فيه من الأمر، و
ائتمننى اللّه عليه من سياسة الأمّة، و سمّى الخلافة أمانة، (الشعار): ما يلي
الجسد من الثياب، (و بطانة الرجل): خاصّته، (كلب الزمان) اشتدّ، (حرب العدوّ):
استأسد و اشتدّ غضبه، (و الفنك):
التعدّي و
الغلبة (شغرت) الأمّة: خلت من الخير، و شغر البلد خلا من الناس و قيل معناه:
تفرّقت.