و روى أن قال قائل بباطل و يفسد أمرا، و
أنا اداوي، أن يعود علقا، فدع عنك.
اللغة
(العلق):
الدم الغليظ، (و أيت): وعدت و تعهّدت، (أعبد): آنف و أستنكف.
المعنى
قوله (قد تغيّر
كثير منهم) يشير إلى انحرافهم عن سنّة الرسول الرامية إلى تهذيب النفوس و تحكيم
العقيدة بالمبدأ و المعاد الباعث على الزهد في شئون الدنيا بزعامة عليّ 7 ففات كثير من حظّهم الاخروي و المعنوي.
قوله (منزلا
معجبا) أى نزلت عن مقام الولاية الإلهيّة و الخلافة المنصوصة إلى مقام
الامارة العادية بالانتخاب من الناس و قد اجتمع معه في هذا المقام النازل قوم
وصلوا إلى هذا المقام قبله كأبي بكر و عمر و طمع فيه معه قوم آخرون كطلحة و الزبير
و معاوية و عمرو بن عاص و عبد اللّه بن عمر المرشح من جانب أبي موسى الأشعري،
فأظهر 7 العجب من تنزلّه إلى هذا المقام.
و قد فسّر
الشارحان القوم المجتمع معه في هذا المنزل بأنصاره و أعوانه الّذين بايعوا معه
فأعجبتهم أنفسهم و طمعوا في الشركة معه في تمشية أمر الخلافة و أن يكون إمضاء
الامور بالشور معهم على اختلاف آرائهم.
قال الشارح
المعتزلي: و هذا الكلام شكوى من أصحابه و نصّاره من أهل العراق، فانّهم كان
اختلافهم عليه و اضطرابهم شديدا.
أقول: هذا
بناء على أنّ هذا الكتاب صدر منه إليه بعد قرار الحكمين، و لكن إن صدر منه حين
انتدابه أهل الكوفة لحرب الجمل و كان أبو موسى يثبّطهم عنه فلا يستقيم.
قوله (و أنا
اداوي منهم قرحا) الظاهر أنّ القرح هو ضعف العقيدة الاسلاميّة و الانحراف عن ولايته
7.