responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 20  صفحه : 372

إذا قضيت و طرك منه أظهرت شماتة، و أبديت طلاقة و حسرت للأمر عن ساعدك، و شمّرت عن ساقك و دعوت الناس إلى نفسك، و أكرهت أعيان المسلمين على بيعتك.

ثمّ كان منك ما كان من قتلك شيخي المسلمين أبي محمّد طلحة و أبي عبد اللّه الزبير و هما من الموعودين بالجنّة، و المبشّر قاتل أحدهما بالنار في الاخرة.

هذا إلى تشريدك بامّ المؤمنين عائشة، و إحلالها محلّ الهون، مبتذلة بين أيدي الأعراب و فسقة أهل الكوفة، فمن بين مشهّر لها، و بين شامت بها، و بين ساخر منها، ترى ابن عمّك كان بهذه لو رآه راضيا؟ أم كان يكون عليك ساخطا؟

و لك عنه زاجرا أن تؤذي أهله و تشرّد بحليلته، و تسفك دماء أهل ملّته.

ثمّ تركك دار الهجرة الّتي قال رسول اللّه 6 عنها «إنّ المدينة لتنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد» فلعمرى لقد صحّ وعده و صدق قوله، و لقد نفت خبثها و طردت عنها من ليس بأهل أن يستوطنها، فأقمت بين المصرين، و بعدت عن بركة الحرمين، و رضيت بالكوفة بدلا عن المدينة، و بمجاورة الخورنق و الحيرة عوضا عن مجاورة خاتم النبوّة.

و من قبل ذلك ما عيّبت خليفتي رسول اللّه أيّام حياتهما، فقعدت عنهما، و ألّبت عليهما، و امتنعت من بيعتهما، و رمت أمرا لم يرك اللّه له أهلا، و رقيت سلّما وعرا، و حاولت مقاما دحضا، و ادّعيت ما لم تجد عليه ناصرا، و لعمري لو ولّيتها حينئذ لما ازدادت إلّا فسادا و اضطرابا، و لا أعقبت ولايتكها إلّا انتشارا و ارتدادا، لأنّك الشامخ بأنفه، الذاهب بنفسه، المستطيل على الناس بلسانه و يده.

و ها أنا سائر إليك في جمع من المهاجرين و الأنصار تحفّهم سيوف شاميّة، و رماح قحطانيّة، حتّى يحاكموك إلى اللّه، فانظر لنفسك و للمسلمين و ادفع إلىّ قتلة عثمان، فإنّهم خاصّتك و خلصاؤك و المحدقون بك.

فان أبيت إلّا سلوك سبيل اللجاج، و الاصرار على الغيّ و الضلال فاعلم،

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 20  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست