و من كتاب له
7 الى معاوية: جوابا أمّا بعد، فإنّا كنّا نحن و أنتم على ما
ذكرت من الالفة و الجماعة ففرّق بيننا و بينكم أمس أنّا آمنّا و كفرتم، و اليوم
أنّا استقمنا و فتنتم، و ما أسلم مسلمكم إلّا كرها، و بعد أن كان أنف الإسلام كله
لرسول اللّه- 6- حزبا. و ذكرت أنّي قتلت طلحة و الزّبير، و
شرّدت بعائشة و نزلت [بين] المصرين! و ذلك أمر غبت عنه فلا عليك، و لا العذر فيه
إليك. و ذكرت أنّك زائري في المهاجرين و الأنصار، و قد انقطعت الهجرة يوم أسر
أخوك، فإن كان فيك عجل فاسترفه [فاسترقه]، فإنّي إن أزرك فذلك جدير أن يكون اللّه
إنّما بعثني إليك للنّقمة منك، و إن تزرني فكما قال أخو بني أسد:
مستقبلين رياح الصّيف تضربهم
بحاصب بين أغوار و جلمود
و عندي
السّيف الّذي أعضضته بجدّك و خالك و أخيك مقام واحد، و إنّك- و اللّه- ما علمت
الأغلف القلب، المقارب