تنكشف عنك أغطية الأمور، و ينتصف منك
للمظلوم املك حميّة أنفك، و سورة حدّك، و سطوة يدك، و غرب لسانك و احترس من كلّ
ذلك بكفّ البادرة، و تأخير السّطوة، حتّى يسكن غضبك فتملك الإختيار، و لن تحكم ذلك
من نفسك حتّى تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربّك. و الواجب عليك أن تتذكّر ما مضى
لمن تقدّمك من حكومة عادلة، أو سنّة فاضلة، أو أثر عن نبيّنا- 6- أو فريضة في كتاب اللّه، فتقتدى بما شاهدت ممّا عملنا به فيها، و تجتهد لنفسك
في اتّباع ما عهدت إليك في عهدي هذا، و استوثقت به من الحجّة لنفسي عليك لكيلا
تكون لك علّة عند تسرّع نفسك إلى هواها [فلن يعصم من السّوء و لا يوفّق للخير إلّا
اللّه تعالى و قد كان فيما عهد إلىّ رسول اللّه- 6- في وصاياه
تحضيض على الصّلاة و الزّكاة و ما ملكته أيمانكم، فبذلك أختم لك بما عهدت، و لا
حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم].