و إن ابتليت بخطإ و أفرط عليك سوطك أو
سيفك أو يدك بالعقوبة فإنّ في الوكزة فما فوقها مقتلة فلا تطمحنّ بك نخوة سلطانك
عن أن تؤدّى إلى أولياء المقتول حقّهم. و إيّاك و الإعجاب بنفسك، و الثّقة بما
يعجبك منها، و حبّ الإطراء، فإنّ ذلك من أوثق فرص الشّيطان في نفسه ليمحق ما يكون
من إحسان المحسنين. و إيّاك و المنّ على رعيّتك بإحسانك، أو التّزيّد فيما كان من
فعلك، أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك، فإنّ المنّ يبطل الإحسان، و التّزيّد يذهب
بنور الحقّ، و الخلف يوجب المقت عند اللّه و النّاس، قال اللّه تعالى: «كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ- 3 الصف». و إيّاك و العجلة بالأمور قبل أوانها، أو التّسقط
[التّساقط] فيها عند إمكانها، أو اللّجاجة فيها إذا تنكّرت، أو الوهن عنها إذا
استوضحت، فضع كلّ أمر موضعه، و أوقع كلّ عمل موقعه. و إيّاك و الاستئثار بما
النّاس فيه أسوة، و التّغابى عمّا تعنى به ممّا قد وضح للعيون، فإنّه مأخوذ منك
لغيرك، و عمّا قليل