على قوله 7 غدر أي و من إحاطة
للّه بك فيه طلبة، فلا تستقبل: الفاء فصيحة تفيد التفريع و هي الفاء الفصيحة.
المعنى
قد تعرّض
7 في هذا الفصل في الرّوابط الحكوميّة الاسلاميّة الخارجيّة و حثّ على
رعاية الصلح و قبول الدّعوة إليه، و هذا الدّستور ناش من جوهر الاسلام الّذي كان
شريعة الصّلح و السّلام و الأمن، فانّه نهض بشعارين ذهبيّين و هو الإسلام و
الإيمان، و الإسلام مأخوذ من السّلم، و الإيمان مأخوذ من الأمن و هذان الشعاران
اللّذان نهض الإسلام بهما اعلام بأنّ هذا الدّين داع إلى استقرار الصلح و الأمن
بين كافّة البشر، و قد نزلت في القرآن الشريف آيات محكمات تدعو إلى الصّلح و
استتباب السّلام.
قال في مجمع
البيان: و قرء في بعض الرّوايات عن عاصم السّلم بكسر السّين و سكون اللّام و قرء
الباقون السّلام بالألف، و روى عن أبي جعفر القارئ عن بعض الطّرق «لست مؤمنا» بفتح
الميم الثانية، و حكى أبو القاسم البلخي أنّه قراءة محمّد بن علي الباقر 7- انتهى.
فجمع هذين
القرائتين يصير «و لا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلم لست مؤمنا» فيكون صريحا في
المطلوب و موافقا لقوله 7 (و لا تدفعنّ صلحا دعاك إليه عدوّك).