2- يؤتى خراب
الأرض من فقر أهلها و إعوازهم مصارف عمرانها.
ثمّ نبّه على
أنّ إعواز أهل الأرض ناش عن الولاة السّوء الّذي لا همّ لهم إلّا
جمع المال و الأخذ من الرّعايا بكلّ حال، لسوء ظنّهم ببقائهم على العمل و خوفهم من
العزل و عدم انتفاعهم بالعبر و اعتقادهم بالعقوبة من اللّه في الاخرة.
و قد نقل
الشارح المعتزلي هنا ما يؤيّد كلام مولانا لا بأس بنقله قال:
عهد سابور
بن اردشير لابنه
و قد وجدت في
عهد سابور بن أردشير إلى ابنه كلاما يشابه كلام أمير المؤمنين 7 في هذا
العهد و هو قوله:
و اعلم أنّ
قوام أمرك بدرور الخراج، و درور الخراج بعمارة البلاد، و بلوغ الغاية في ذلك
استصلاح أهله بالعدل عليهم، و المعونة لهم، فإنّ بعض الامور لبعض سبب، و عوامّ
النّاس لخواصّهم عدّة، و بكلّ صنف منهم إلى الاخر حاجة، فاختر لذلك أفضل من تقدر
عليه من كتّابك، و ليكونوا من أهل البصر و العفاف و الكفاية، و استرسل إلى كلّ أحد
منهم شخصا يضطلع به، و يمكنه تعجيل الفراغ منه، فان اطّلعت على أنّ أحدا منهم خان
أو تعدّى، فنكّل به، و بالغ في عقوبته، و احذر أن تستعمل على الأرض الكثير خراجها
إلّا البعيد الصّوت، العظيم شرف المنزلة و لا تولّين أحدا من قوّاد جندك الّذين هم
عدّة للحرب، و جنّة من الأعداء شيئا من أمر الخراج، فلعلّك تهجم من بعضهم على
خيانة في المال، أو تضييع للعمل فان سوّغته المال، و أغضيت له على التّضييع كان
ذلك هلاكا و إضرارا بك و برعيتّك و داعية إلى فساد غيره، و إن أنت كافأته فقد
استفسدته، و أضقت صدره، و هذا أمر توقيّه حزم، و الإقدام عليه حزق، و التّقصير فيه
عجز.
و اعلم أنّ
من أهل الخراج من يلجىء بعض أرضه و ضياعه إلى خاصّة الملك