responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 20  صفحه : 225

الجند المأمورين لقهر الناس و قتلهم و أسرهم، فكان الناس من زمن بعيد و في أكثر الشعوب و الامم يواجهون الجندي كعدوّ ظالم لا ينتظر منه إلّا الايلام و الارهاب فوصّى 7 في ضمن عهده هذا إلى السعى لقلب هذه الرابطة بين الشعب و الجند و تحويلها إلى رابطة ودّيّة أخويّة أسّس الاسلام حكومته عليها، فانّه جعل وظائف الجند من الامور العامّة، و كلّف بها جميع الامّة ففي عصر النبي 6 كلّ المسلمين جنود و جنود الاسلام كلّ مسلم بالغ عاقل، فالجند الاسلامي ناش عن صميم الامّة فلم يكن هناك جند و شعب متمايزون حتّى يرهب الشعب من الجند و يتجاوز الجند على الشعب، و لمّا توسّع الامّة الاسلاميّة بالفتوحات المتواصلة المتوالية و دخل في ظلّ الاسلام شعوب شتّى لم يتّسم كلّها بسمة الجند الاسلامي وصّى 7 في عهده هذا بحفظ الرابطة الودّيّة بين الجند و سائر أفراد الشعب بحيث لا يدرك الشعب أنّ الجند صنف ممتاز عنه قاهر عليه و حاكم على أمره.

وصيته 7 باحياء الفضيلة و حفظ الحقوق‌

ثمّ أمر 7 بعدم التضييق على امراء الجنود و حصرهم في درجة واحدة، بل التوسيع عليهم في الارتقاء إلى درجات أعلى بحسب ما لهم من الاستعداد و اللياقة لها فقال 7‌ (فافسح في آمالهم).

و هذا كما جرى في التاريخ من أمر طارق بن زياد في ما بعد فانّه أحد الامراء و القوّاد الأمجاد الأفذاذ في تاريخ الفتوحات الاسلاميّة بلغته همّته إلى فتح الاندلس بعد استيلاء الجنود الاسلامية على سواحل البحر الأبيض من سوريّة و مصر إلى المغرب الأقصى إلى المراكش، و يوجب ذلك عبر مضيق جبل الطارق و الزحف على بلاد العدوّ وراء البحر و لا يرخص موسى بن نصير القائد العامّ للجنود الاسلاميّة في ذلك العصر لقصور همّته أو غبطته على فتح كهذا من أحد قوّاده، و لكنّ طارق عزم على ذلك و عبر مضيق البحر في سبعة آلاف جندي و فتح مملكة اندلس، و أتى باية كبيرة من الرجوليّة و علوّ الهمّة في تاريخ الفتوحات العسكرية فصار اندلس مملكة إسلاميّة غنيّة بالتمدّن و العلم منذ ثمانية قرون بقيت آثارها

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 20  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست