الإسلام غريبا، و يمكن استفادة تسلسل
الإمامة منه نسلا بعد نسل كما هو معتقد الاماميّة و لا يلزم أن يكون الضوء الثاني
أضعف من الضوء الأوّل إذا تساوت القابليّات و الانعكاسات المثالية كما لا يخفى.
ثمّ التفت
7 إلى شجاعته في ذات اللّه و أنّه لا يخاف تظاهر
العرب تجاهه و بيّن أنّهم ارتدّوا عن الإسلام و صاروا كالمشركين يجب
قتالهم و تطهير الأرض من وجودهم و أنّ من يجاهد الكفّار يجب عليه أن يغلظ عليهم
و يستأصل شافتهم، و أشار إلى معاوية رأس النفاق و الشقاق و وصفه بأنّه شخص
معكوس انقلب على وجهه و ارتدّ عن حقيقة إنسانيته، و سقط في مهوى شهواته
حتّى أثر باطنه في ظاهره فصار جسمه مركوسا إلى ظلمات الطبيعة و دركات الهوى و
البهيميّة، فوجوده بين المسلمين كالمدرة بين حبّ الحصيد يوجب الفساد
و يضلّ العباد قالوا: و إلى ذلك وقعت الاشارة بقوله تعالى: «أَ فَمَنْ يَمْشِي
مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ
مُسْتَقِيمٍ: 22- الملك».
بقية من
المختار الرابع و الاربعين من كتبه 7
إليك عنّي
يا دنيا فحبلك على غاربك، قد انسللت من مخالبك، و أفلتّ من حبائلك، و اجتنبت
الذّهاب في مداحضك أين القرون الّذين غررتهم بمداعبك؟ أين الأمم الّذين فتنتهم
بزخارفك؟ ها هم رهائن القبور، و مضامين اللّحود، و اللّه لو كنت شخصا مرئيّا، و
قالبا حسّيّا، لأقمت عليك حدود اللّه في عباد غررتهم بالأمانيّ، و أمم ألقيتهم في
المهاوي، و ملوك أسلمتهم إلى التّلف، و أوردتهم موارد البلاء، إذ لا ورد و لا صدر.