رغبتك، و منه شفقتك. و اعلم يا بنيّ،
أنّ أحدا لم ينبىء عن اللَّه كما أنبأ عنه الرّسول، 6، فارض
به رائدا، و إلى النّجاة قائدا، فإنّي لم آلك نصيحة، و إنّك لن تبلغ في النّظر
لنفسك- و إن اجتهدت- مبلغ نظري لك.
اللغة
(الوهن):
الضعف، (أفضى): أوصل، (الحدث): الشاب و الغلام، (الصفو):
الخالص،
(النخيل): الدقيق الّذي غربل و اخذ دخيله، (الشائبة): الوهم، (خبط العشواء): كناية
عن ارتكاب الخطر.
الاعراب
فاعلم أنك
انما تخبط إلخ- بمنزلة الجزاء لقوله 7: و إن أنت لم يجتمع إلخ-، لم
آلك: صيغة المتكلّم من فعل الجحد من ألى يألو، نصيحة: تميز من فعل لم آلك.
المعنى
قد أشار 7 في هذا الفصل إلى بيان سبب اقدامه لكتابة هذه الوصيّة عاجلا في انصرافه من
صفّين مشوّش البال منكسر الحال مبتلى بالأهوال من قبل الخوارج في المال فبين أنّ
سببه الخوف من الأجل و نقص الرأى و فوت الوقت من قبل المولود و قبل أن يغرق في
الفساد فلا ينفعه الموعظة.
قال الشارح
المعتزلي في «ص 66 ج 16 ط مصر»: قوله 7 (أو انقص في رأيى) هذا يدلّ
على بطلان قول من قال: إنه لا يجوز أن ينقص في رأيه، و أنّ الإمام معصوم عن أمثال
ذلك و كذلك قوله للحسن: (أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى و فتن الدّنيا) يدلّ على
أنّ الإمام لا يجب أن يعصم عن غلبات الهوى و لا عن فتن
الدّنيا.