بها ركوبا، و ليعدل بينهنّ في ذلك، و
ليوردهنّ كلّ ماء يمرّ به، و لا يعدل (و لا يبدل) بهنّ عن نبت الأرض إلى جوادّ
الطّريق (الطرق) في الساعة الّتي تريح و تغبق، و ليرفق بهنّ جهده حتّى يأتينا باذن
اللّه سحاحا سمانا غير متعبات و لا مجهدات فيقسّمهنّ باذن اللّه على كتاب اللّه و
سنّة نبيّه 6 على أولياء اللّه فإنّ ذلك أعظم لأجرك و أقرب
لرشدك ينظر اللّه إليها و إليك و إلى جهدك و نصيحتك لمن بعثك و بعثت في حاجة فإنّ
رسول اللّه 6 قال: ما ينظر اللّه إلى وليّ له يجهد نفسه
بالطاعة و النصيحة له و لإمامه (و النصيحة لإمامه) إلّا كان معنا في الرفيق
الأعلى، قال: ثمّ بكى أبو عبد اللّه 7 ثمّ قال: يا بريد لا و اللّه (يا
بريد و اللّه) ما بقيت للّه حرمة إلّا انتهكت و لا عمل بكتاب اللّه، و لا سنة
نبيّه في هذا العالم، و لا اقيم في هذا الخلق حدّ منذ قبض اللّه أمير المؤمنين
صلوات اللّه و سلامه عليه، و لا عمل بشيء من الحقّ إلى يوم الناس هذا. ثمّ قال:
أما و اللّه لا تذهب الأيّام و الليالى حتّى يحيى اللّه الموتى و يميت الأحياء و
يردّ اللّه الحقّ إلى أهله و يقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه و نبيّه فابشروا ثمّ
ابشروا فو اللّه ما الحقّ إلّا في أيديكم.
و الرّواية
على نسخة كتاب الغارات على ما في المستدرك تنتهى إلى الرفيق الأعلى و لم ينقل
بعده، و هى توافق النسختين المذكورتين تقريبا.
و روى شطرا
منها الشيخ قدس سرّه في المسألة 26 من زكاة الخلاف هكذا:
أنزل ماءهم
من غير أن تخالط أبياتهم ثمّ قل: هل للّه في أموالكم من حقّ؟ فان أجابك مجيب فامض
معه و إن لم يجبك فلا تراجعه. انتهى. و احتمال النقل من حيث المعنى بعيد، ثمّ حرفت
كلمتا مائهم و أبياتهم في النسخ المطبوعة من الخلاف بمالهم و أموالهم.
المعنى
قد أوصى 7 من يستعمله على جباية الصدقات بامور يراعى بعضها
في حقّ نفسه، و بعضها في الرّعيّة، و بعضها في الأنعام. و يستفاد منها أحكام عديدة
فقهيّة و آداب كثيرة أخلاقية اجتماعية، و قوانين عدليّة حقّة إلهيّة لا يأتيها
الباطل من