جعفر 7: يا هشام إنّ اللّه
تبارك و تعالى بشّر أهل العقل و الفهم في كتابه- إلى أن قال 7: يا هشام
ثمّ ذمّ اللّه الكثرة فقال: وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ
مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ و
قال: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ
الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا
يَعْلَمُونَ و قال:
وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ
مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.
يا هشام ثمّ
مدح القلّة فقال: وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ و قال: وَ
قَلِيلٌ ما هُمْ و قال: وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ
إِيمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ و قال: وَ مَنْ
آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ و قال: وَ لكِنَّ
أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ^ و قال: وَ أَكْثَرُهُمْ
لا يَعْقِلُونَ و قال: «و أكثرهم لا يشعرون» الحديث.
ثمّ قال أمير
المؤمنين 7 (و هذه حجّتى إلى غيرك قصدها و لكنّى أطلقت لك منها
بقدر ما سنح من ذكرها) يعنى 7 أنّ بيعته 7 الخلفاء على
إجبارهم إيّاه و إكراههم إيّاه حجّة عليهم لما دريت من احتجاجه 7 على
أبي بكر المنقول آنفا من كتاب الاحتجاج، و من احقاق الحقّ، و لما لم يكن معاوية في
أمر الخلافة في شيء كما دريت آنفا من عدم كونه في مظنّة الاستحقاق بل كان غير
لائق له رأسا و كان أجنبيّا من النّبي و الأنصار كليهما و لم يكن له حظّ و شأن فيه
أصلا قال 7: و هذه حجّتى إلى غيرك- إلخ.
و بما قدّمنا
و حقّقنا في معنى قوله 7: و قلت إنّي كنت اقاد كما يقاد الجمل
المخشوش- إلخ، تعلم أنّ ما ذهب إليه الشارح البحرانى ليس كما ينبغي تركنا
نقل كلامه مخافة التطويل و من شاء فليراجع إلى شرحه.
و لنذكر نبذة
من كلام ابن قتيبة الدينوري في إكراه القوم عليّا أمير المؤمنين 7
للبيعة و إبايته البيعة فقال في كتاب الإمامة و السياسة المعروف بتاريخ الخلفاء (ص
11 من طبع مصر):
ثمّ إنّ
عليّا كرّم اللّه وجهه اتي به إلى أبي بكر و هو يقول: أنا عبد اللّه، و أخو رسوله،
فقيل له: بايع أبا بكر فقال: أنا أحقّ بهذا الأمر منكم لا ابايعكم و أنتم